تعود مصر هذه الأيام إلى تسجيل حضورها كقوة إقليمية ولاعب أساسي في حل النزاعات القائمة في المنطقة، سواء على الصعيد الداخلي لدول المنطقة أو الخلافات والنزاعات البينية القائمة بين بعض الأقطار العربية التي توجه الاتهام لبعضها في التدخل بالشؤون الداخلية، على الرغم من أن كل ما يجري في المنطقة منذ أربع سنوات بات واضحاً تماماً لاي قارىء أو متابع للمشهد حتى لو كان مواطناً او إنساناً عادياً، وهذا الدور الذي تحاول مصر القيام به ليس سهلاً أبداً عليها في ظل الظروف الحالية التي تعيشها في مرحلة الانتقال من عدم الاستقرار التي خلفتها الأزمة منذ عام 2011، وحتى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، فهي تتعرض لكثير من الضغوط السياسية المحلية والإقليمية والدولية التي تريدها أن تشارك في تنفيذ أجندة دولية فشلت في معظم الدول العربية وبالدرجة الأولى على الأقل حتى هذ اللحظة في مصر نفسها بقوة إرادة الشعب المصري، وفي سورية أيضاً بقوة إرادة الشعب السوري وجيشه الذي يقارع الإرهاب منذ أربع سنوات.
يعود هذه الأيام الدور المصري إلى الواجهة بخصوص الأزمة السورية رغم المعوقات التي ذكرناه آنفاً، حيث تجلى ذلك في اللقاء الأخير الذي عقده وزير الخارجية المصري سامح شكري من أجل التحضير لمؤتمر موسع للمعارضة السورية في القاهرة الشهر المقبل، وكان شكري قد أكد في تصريح له خلال هذا اللقاء على أهمية تطوير الرؤية المشتركة للقوى الوطنية السورية للخروج من الأزمة بشكل سلمي يلبي متطلبات المرحلة، وخاصة أنه حسب الوارد أن قضية مكافحة الإرهاب قد فرضت نفسها ، وتؤكد القاهرة دوما على أن الحل سياسي ولا بد أن يضمن سيادة ووحدة الأراضي السورية، وأن يحقق تطلعات الشعب السوري في بناء نظامه الديمقراطي التعددي.
وهنا أسئلة عديدة تبحث لنفسها عن أجوبة أهمها عن مدى تقبل سورية شعباً وقيادة هذا الدور، وإلى أي حد سيكون فعالاً في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية إلى حد ما بين البلدين منذ المرحلة التي وصل فيها الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم؟
على هذ الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة من خلال الحوار الذي أجريناه مع نائب مدير تحرير جريدة الأهرام ومحررة الشؤون العلمية الأستاذة نيفين شحاتة