إيلي الفرزلي: أنا أعتقد أنها سوف تجر الطرفين إلى مزيد من التمثيل، وإلى وضع حدود لتطور الموقف التركي في الحدود الشمالية، يعني لن تستطيع تركيا أن تذهب بعيداً بعد إسقاط الطائرة في تطوير موقفها، لأن روسيا ستظهر ردة فعل في الحد الأدنى تجعل الأتراك وبإيعاز أمريكي وتنسيق أمريكي، أن يضعوا حداً لتطور الأمور بطريقة دراماتيكية.
سبوتنيك: هل سنشهد تأزم في العلاقة بين روسيا الاتحادية وتركيا؟
إيلي الفرزلي: سيكون هناك نوعاً من التوتر في العلاقة ينتهي بحوار، لتنسيق الأجواء والحدود وميدان العمل في الحدود الشمالية، تماماً كما حدث على الحدود الإسرائيلية والأردنية، وبالتالي مع قوات "التحالف الغربي"، وبالتحديد مع الولايات المتحدة الأميركية.
سبوتنيك: مرت الذكرى الـ 72 لاستقلال لبنان من دون رئيس للجمهورية، بالمقابل هناك لقاءات بين كافة الاقطاب الرئيسية، والحديث يدور عن النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، والنائب سعد الدين الحريري رئيساً لمجلس الوزراء؟ ما مدى واقعية هذا الطرح؟
إيلي الفرزلي: بالحقيقة… وبصرف النظر عن الأسماء، الواقعية كل الواقعية أن نتحدث عن اتفاق وطني يتجسد برئاسة جمهورية لأصحاب التمثيل الحقيقي للمكون الذين ينتمون إليه وهو المكون الماروني، والتمثيل الحقيقي للمكون السني بالنسبة لرئاسة الوزراء، فليكن مثل هكذا اتفاق، وليمثل المكون السني بسعد الحريري… ونحن نعتقد أن هذا الطرح واقعي 100 بالمئة، ولا حلول خارج إطار هذا الطرح، وبالتالي يجب أن يستكمل بقانون انتخاب، الذي هو أكثر أهمية من انتخاب رئيس للجمهورية.
ولا شك أن سليمان فرنجية ينتمي إلى المكون الذي ينتمي إليه (الماروني)، ويمثل عصب هذه البيئة، وبالتالي هم يدركون جيداً، عبر هذه الطروحات التي قد يكون القصد منها إيجاد تناقض ما في البيئة التحالفية التي ينتمي إليها سليمان بك فرنجية، لذلك الطرح مبدئي من الزاوية الواقعية ومشكوك بأمره، من ناحية التطبيق العملي.
سبوتنيك: هل سيكون للبنان رئيس للجمهورية قبل نهاية هذه السنة؟
إيلي الفرزلي: لا أعتقد ذلك…
سبوتنيك: تتواصل جلسات الحوار الوطني، برأيكم هل ستتوصل هذه الجلسات إلى نتائج إيجابية في الملف الرئاسي وفي ملف النفايات؟
إيلي الفرزلي: أولاً بالنسبة للملف الرئاسي فإنها لن تتوصل إلى أي نتائج، لأنها مسألة مرتبطة بالتطورات العامة وبرضوخ المكون الرئيسي في البلد، الذي يرتبط بالأجندة الخارجية وبالتحديد بانتهاء الفيتو السعودي باتجاه هذا أو ذاك من الناس، وهذا أمر ظهر جلياً أثناء النقاش في مسألة النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، والذي يعتبر أكثر تمثيلاً في البيئة المسيحية… نتطلع بعين شكوكة لأن تتوصل هيئة الحوار إلى نتائج، دون الرضوخ للمملكة العربية السعودية.
مسألة النفايات… مسخرة هذا القرن والمجتمع… أزمة مثل أزمة النقايات ولا يوجد مساءلة لأي شخص، ومعروف من هو المسؤول عنها منذ 20 سنة، نأسف لأنه لا يوجد أي محاسبة في لبنان.
إيلي الفرزلي: الدور الروسي مركزي وأساسي ويجب أن يكون دوراً حازماً، طروحات الدولة الروسية تتمتع بقوة المنطق، قبل القوة العسكرية… (المنطق) يقول ترك الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه، روسيا تتمتع بثقل جيواستراتيجي وثقل عسكري وثقل سياسي، وأثبتت التزامها بالقوانين الدولية، وأنا أعتقد هذا الطرح هو الطرح الذي يجب أن يسود، ويجب أن تلعب روسيا دوراً ريادياً وقيادياً في هذا المجال… تماماً كما لعبت دوراً في الحوار بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد، وغيرها من الأمور.
(أجرت الحوار: زهراء الأمير)