"سبوتنيك" حاورت المحلل السياسي العراقي والمسؤول السابق بالبرلمان العراقي عبد الحق برهوم، للتوصل إلى جوهر الخلاف، وما تم التوصل إليه حتى الآن، وكذلك لمناقشة كيف يمكن حل الأزمة.
سبوتنيك: كيف تقرأ المشهد العام في العراق الآن… وما هي التعقيدات التي تراها بلا حل؟
ويجب أن نذكر أن جلسة الثلاثاء الاستثنائية، عقدت بمقترح من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وهذا تزامن مع انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي حددها مقتدى الصدر للرئاسات الثلاث لتقديم وزارة جديدة من التكنوقراط المستقلين، بعيدا عن مبدأ المحاصصة.
سبوتنيك: هل ترى أن الرئيس العراقي كان موفقا في اقتراحه؟
برهوم: اقتراح معصوم بأن يعقد النواب جلسة شاملة يصوتون فيها على قضية استمرار رئيس البرلمان المقال في منصبه أو عدمه كان وجيها، ولكن جلسة الثلاثاء الاستثنائية، التي عقدت بحضور نحو 220 نائبا، اتسمت بخلاف حاد بين الكتل الممثلة في البرلمان. وانسحب نواب تحالف القوى الوطنية والتحالف الكردستاني وبعض ممثلي الكتل السياسية الأخرى، اعتراضا على رئاسة الجنابي للجلسة، وكان بإمكانهم ألا ينسحبوا ويقرروا ما يريدون.
سبوتنيك: في رأيك… لماذا انسحبوا طالما أنك ترى أنهم كان باستطاعتهم تحقيق ما يريدونه؟
برهوم: الانسحاب يعد خطأ منهم بالطبع، ولكن وجهة نظرهم كانت أن الجلسة كان يجب إسناد رئاستها إلى أي عضو أخر بخلاف الجبوري أو الجنابي، لأنهم اعتبروا أن الهدف منها هو التوصل إلى حل، وبالطبع لا يمكن التوصل إلى هذا الحل بينما الجلسة يترأسها أحد أطراف النزاع وحوله رجاله يشجعونه، بينما يمنح الكلمة ويمنعها عمن يشاء.
صحيح أن الأغلبية — ومعظمها من النواب المعتصمين — صوتت لصالح اختيار عدنان الجنابي لإدارة الجلسة الاستثنائية، ولكن الأمر كان يتنافى مع الحل المقترح من الرئيس.
سبوتنيك: وماذا عن موقف رئيس البرلمان المقال بتصويت النواب المعتصمين؟
سبوتنيك: باعتبارك مسؤولا سابقا في البرلمان العراقي… أين يكمن حل هذه الأزمة؟
برهوم: هذه الأزمة قد تتعقد أكثر، وحلها يكمن في أحد طريقين، الطريق الأول بيد النواب أنفسهم، بأن يسعوا إلى إنهاء هذا الخلاف وهذا الاعتصام، والالتفات بدلاً من ذلك إلى العمل على تشكيل حكومة جديدة بشكل سريع ولكنه محسوب، وهي النصيحة ذاتها التي قدمها لهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والحل الثاني سيكون هو الاضطراري، بقرار سيادي من رئيس الجمهورية بحل البرلمان وتشكيل حكومة طوارئ، وهو حل بعيد، ولكنه سيكون "إنقاذا حقيقيا" إذا تأزمت الأمور أكثر من ذلك.
(أجرى الحوار: أحمد بدر)