نبدأ معك أولا بالحديث عن خفايا المؤامرة التي حيكت ضد العراق وعن الأسس القانونية والمخابراتية وراء غزو العراق (المعيبة) كما أقرها تقرير السير جون تشيلكوت وتأكيدات زعيم المعارضة جيريمي كوربين بأنه عملية اعتداء؟
تاريخ الاحتلال لدول المنطقة العربية ليس جديدا، ولكن سأكتفي بتقرير لجنة الحرب على العراق للسير تشوركين والسير لورانس ومارتين. هذا التقرير أثبت وأقر بأن غزو العراق تم بأسلوب يخالف قواعد القانون الدولي، والمدعي العام البريطاني أشار إلى توني بلير بأن هذا الغزو يخالف قواعد القانون الدولي، وأن صدام حسين لم يكن لديه أية أسلحة دمار شامل، وأكد أن القوات البريطانيه لم يكن لديها النية للانتشار في العراق، وكان الهدف هو الاستيلاء على مقدرات العراق. وأوضح في التقرير أنه قتل من إنجلترا 179 وفي مقابله ملايين قتلوا وشردوا من العرب.
_ السؤال هنا كيف يمكن تصحيح هذا الخطأ التاريخي بحق العراق، أم أنه سيمضي كغيره من الحروب التي ارتكبت ضد الإنسانية والبشرية، أهالي ضحايا الجنود البريطانيين يتظاهرون أمام منزل توني بلير رئيس الوزراء الأسبق يطالبون بمحاكمته، ومن يتظاهر من أجل العراق ويثأر لهم للمشردين والأبرياء والقتلى والشهداء الأحياء منهم والأموات؟
لا بد أن نتحرك من خلال هذا التقرير وأن نتوجهه لجامعة الدول العربية ونتوجهه لمجلس الأمن لما قامت به بريطانيا وأمريكا من قتل وتشريد الملايين بسبب غزو العراق وباقي المنطقة وتدمير الجيوش النظامية وإحلال التنظيمات الإرهابية محلها، يجب المسآلة والتحقيق مع هاتين الدولتين، واكتفي في هذا المقام بمقولة السير جيرمي مندوب بريطانيا في الأمم المتحدة بأن أمريكا ورطت بريطانيا في هذا الغزو.
حديث رئيس الوزراء الأسبق توني بلير بأن النوايا كانت حسنة لغزو العراق، موضحا أنه كان هناك قلقا بالغا من العراق من أن يتكرر مشهد أحداث 11 سبتمر في بريطانيا كما حدث في أمريكا كيف نقرأ هذه الإزدواجية؟
هذه خدعة سياسية لأن توني بلير أرسل خطابات لبوش الابن وقتها بأنه سيقف معه في كل الأحوال والنتائج والآثار، إذاً هم معترفون بذلك، وهذه هي حرب إبادة وحروب عنصرية قامت بها بريطانيا وأمريكا.
_حقيقة الدعوى التي أطلقتها أمريكا لغزو العراق هي احتواؤه على أسلحة دمار شامل، وبعد إرسال 700 مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى 500 بقعة في العراق لينهوا إجراءاتهم بتقرير يؤكد قطعا عدم امتلاك العراق لأي أسلحة نووية أو ذرية، بم تفسر الإصرار الأمريكي على غزو العراق والثمن الذي ألقي لتوني بلير ليشارك بهذه الجريمة وسط صمت دولي؟
الاستيلاء على منطقة الشرق الأوسط وإحلال التنظيمات الإرهابية محل القوات الشرعية والجيوش النظامية الشرعية في الدول، ووضح جليا في القضاء على الجيش العراقي وانشار التنظيمات الإرهابية
أجرى الحوار: لبنى الخولي