لكن العقبة الأساس حتى الساعة هي باختلاف وجهات النظر ما بين رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي يؤكد ضرورة وجود سلة متكاملة تأتي مع انتخاب الرئيس الجديد، وبين موقف البطريركية المارونية الرافض لوضع أية شروط مسبقة على الرئيس المقبل. كل هذا الحراك يأتي في ظل عدم وضوح الموقف الإقليمي والدولي من الحراك الجاري على الساحة اللبنانية لا سيما الموقفين السعودي والإيراني. فهل تنجح القوى السياسية المحلية في "لبننة" الاستحقاق الرئاسي بعد ثلاثين شهراً من الفراغ الدستوري على مستوى الرئاسة الاولى، أم أن الكلمة الفصل ستأتي من خارج الحدود اللبنانية على غرار المراحل الرئاسية السابقة؟
فيما يلي نص الحوار مع عضو "كتلة المستقبل" النائب في البرلمان أمين وهبي
سبوتنيك: عاد الجدل ليحوم حول ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان ما بين طرح رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لضرورة وضع سلة متكاملة بهدف الوصول إلى إنهاء الفراغ الرئاسي وبين موقف البطريركية المارونية حول عدم وضع شروط أمام الرئيس المقبل، برأيكم أي من الطرحين الأنجح للوصول إلى الخاتمة السعيدة فيما يخص الملف الرئاسي؟
وهبي: لا أعتقد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقفوا يوماً ضد إنجاز الإستحقاق الرئاسي، بالعكس، هناك إصرار والطرفان يطالبان بإنجاز الإستحقاق، ولكن تأخير الإستحقاق الرئاسي مسؤول عنه النواب الذين يقاطعون جلسات إنتخاب رئيس في مجلس النواب.
سبوتنيك: إلى أين وصلت المشاورات واللقاءات التي يجريها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري فيما يخص الانتخابات الرئاسية؟
وهبي: دولة الرئيس الحريري أنجز اللقاءات على الصعيد المحلي وعلى الصعيد العالمي كزيارته إلى روسيا الاتحادية، ولديه أيضاً لقاءات أخرى سيجريها في الأيام المقبلة، وأنا أعتقد أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة سينجز كامل مروحة اللقاءات.
زيارة الحريري إلى موسكو حتماً لها مردود إيجابي والروس أكدوا على موقفهم مع إنجاز الاستحقاق الرئاسي ودعم الدولة اللبنانية ومبدأ احترام الدستور، على الصعيد الداخلي اللبناني هنا أطراف تؤثر سلباً وإيجاباً وكذلك على الصعيد الإقليمي والعالمي واللقاءات في موسكو كانت إيجابية وجيدة ولكن الأمور تحتاج متابعة أكثر مع العديد من الأطراف التي تؤثر على هذا الاستحقاق.
سبوتنيك: هل من الممكن الوصول الى انتخاب رئيس جديد للبنان بجهود محلية بحتة من دون الاستعانة باي جهة إقليمية أو دولية؟ أم أن الكلمة الفصل تبقى للخارج؟
وهبي: يمكن إنجاز الإستحقاق الرئاسي إذا توافق اللبنانييون على وضع مصلحة لبنان في المقام الأول ولكن إذا بقي هناك تباينات بين الكتل النيابية التي تقدم مصالح الدول على مصلحة لبنان حتماً لن يكون هناك إنجاز لهذا الملف.
سبوتنيك: شهدت بلدة عرسال تصفية أحد قياديي التنظيم الإرهابي "داعش" المدعو أبو بكر الرقاوي، إذ تشير المعلومات إلى أن الرقاوي نفذ العديد من العمليات الإرهابية لا سيما تلك التي استهدفت الجيش اللبناني، هل عاد ملف الجماعات الإرهابية ليبرز على واجهة الأحداث الأمنية مجددا في لبنان؟
وهبي: التطرف والإرهاب موجود في المنطقة ومستشر، ولكن الأجهزة الأمنية اللبنانية في قمة الجهوزية وهي التي تحمي لبنان من أي أذى ممكن أن يقوم به الإرهابيون.
سبوتنيك: الوضع الإقتصادي في لبنان يتراجع نتييجة الأزمات السياسية التي تمر بها البلاد، من هو المسؤول عن أخذ البلد إلى المجهول؟
وهبي: المسؤول عن الوضع الإقتصادي هو الطرف الذي فرض الشغور بموقع الرئاسة على اللبنانيين، الشغور الذي جعل الحكومة غير منتجة ومجلس النواب شبه مشلول، وخلق حالة من الشلل في كل مفاصل الدولة اللبنانية مما انعكس على الوضع الاقتصادي في البلد، بالتالي الذين يطيلون عمر الشغور الرئاسي هم الذين يتحملون هذا الوضع الاقتصادي المزري والمقلق.
أجرت الحوار: زهراء الأمير