ولكن مصر لم تستسلم، وبالتعاون مع الجانب الروسي بدأت إجراءات بناء جسر الثقة من جديد، فاتخذت إجراءات تأمينية صارمة، أشرفت عليها موسكو بواسطة خبرائها…"سبوتنيك" أجرت حواراً مع الكابتن أحمد محجوب، الخبير في شؤون الطيران والمسؤول السابق في وزارة الطيران المدني المصرية. فإلى نص الحوار:
محجوب: لأول مرة يمكن أن نقول بثقة تامة الآن أن هناك تأمينا شاملا للمطارات المصرية ولخطوط الطيران أيضاً، فالإجراءات الأمنية التي تتبعها المطارات المصرية، وفي مقدمتها طبعاً مطار القاهرة، ترقى إلى مستويات التأمين العامة، بل من الممكن أن نقول إنها تخطت المستويات العالمية، نظراً لما مرت به مصر خلال العام الماضي من مراقبة دقيقة.
سبوتنيك: هل ترى أن هذه الإجراءات كافية لتطمئن الدول لإرسال مواطنيها لمصر؟
محجوب: نعم، كافية جدا، ويمكن القول أيضاً إن أي دولة تستطيع أن ترسل مواطنيها للسياحة أو حتى للعمل في مصر، دون أي قلق على أمنهم وسلامتهم، لأن التأمين لا يقتصر على المطارات فحسب، فهناك خطط كاملة من جانب كافة أجهزة الدولة للحفاظ على حياة السائحين وسلامتهم وتأمينهم.
والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، أكد ذلك في جلسة محادثات جمعته مع فالنتينا ماتفينكو رئيسة "مجلس الاتحاد" الروسي، على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليًا بجنيف.
سبوتنيك: نعيش الآن في أجواء الذكرى السنوية الأولى لسقوط الطائرة الروسية في سيناء…كيف ترى الأوضاع بشكل عام خلال هذا العام الذي انقضى؟
ولكن ما يهمنا هنا هو الجانب الفني، فالحادث قال وقتها إن هناك قصوراً واضحاً في أنظمة التأمين، فحسب ما تناقلته الصحف من روايات فإن التفجير حدث من داخل الطائرة، ما يؤكد وجود خلل واضح، والبعض ذهب أيضاً إلى أن التفجير حدث بواسطة صاروخ موجه، ولكن في كل الأحوال نستطيع القول إنه كانت هناك أوجه قصور.
ولكن بعد الحادث انتبهت مصر للكارثة التي تشوب أوجه تأمين المطارات، فبدأت — بالتنسيق مع الجانب الروسي — وضع أجهزة المراقبة في أماكنها الصحيحة، وسد جميع الثغرات والمنافذ في وجه أي محاولات لتهريب أي شيء ممنوع إلى داخل المطارات، أو حتى على متن الطائرات القادمة من دول أخرى، وأيضاً توزيع الأجهزة والأفراد المعينين للتأمين بشكل صارم.
سبوتنيك: ما هي أبرز مظاهر التأمين التي تراها تنافس على المستوى العالمي؟
ولم تعد هناك أي استثناءات، فرئيس الوزراء ووزير الداخلية وكافة وزراء الحكومة، ورئيس الجمهورية أيضا، يخضعون لإجراءات الأمن والتفتيش داخل المطارات، ما يعني أن "الذبابة" لن تمر دون علم الأجهزة الأمنية المصرية، ما يؤكد أن هناك أمن واستقرار حقيقيين، ويوصل للسياح رسالة بأنهم آمنون تماما.
سبوتنيك: طالما إجراءات تامين المطارات وخطوط الطيران بهذا المستوى.. متى تتوقع عودة السياحة الروسية لمصر؟
أجرى الحوار: أحمد بدر