منها ما هو عن السينما، وما هو عن علاقة الفن بالإرهاب، وكان لزاما أن نحاوره حول تلك القضايا، وكذلك عن طرحه للتعاون الفني والثقافي مع مصر، التي ذكرها بالتحديد في كلمته.
سبوتنيك: بحكم وجودنا في وهران للفيلم العربي…ما هي خطتكم لتطوير السينما الجزائرية؟
نعمل على مراجعة منظومة السينما الجزائرية، وإعادة تهيئة البنية التحتية لها، ونطمح لأن نجعل الثقافة والفنون على غرار السينما، سلاحا ناعما للرد على من يتهمون الأمة العربية بالتحجر والتطرف.
فما جدوى أن يتم التركيز على دعم تمويل إنتاج الأفلام، في الوقت الذي ينقصنا قاعات العرض السينمائي التي حول بعضها إلى غير مهامها الفعلية، ولذلك نعمل على تطبيع العلاقة مجددا ما بين السينما والجمهور من خلال إعادة تنظيم بيت السينما الجزائرية.
كما سنقوم بدعم كل ما يمكنه جعل الفن السابع قيمة مضافة في حياتنا الثقافية سواء على المستوى الوطني وكذا على الصعيد العربي والمتوسطي والعالمي أيضا.
سبوتنيك: تطرقت في كلمتكم لـ"طرق المقاومة بالفن"…فما هي؟
بالفيلم والمسرحية والكتاب، يكون الرد قويا على أننا مجتمعات مبدعة منتجة متفتحة، ويجب أن تكون الثقافة والفنون والإبداعات في مواجهة الإرهاب والتخلف والتطرف والطائفية.
الإبداع الثقافي والفني يمكننا من التعبير عن الهوية والتاريخ، والمكاسب التي حققتها الجزائر في تطوير الفعل الثقافي، لاسيما على ضوء الاستقرار والطمأنينة التي تعرفها البلاد منذ أكثر من عشرية، والتي تميزت أيضا بالتنمية، فالجزائر دفعت فاتورة الاستقرار والأمان غاليا.
الأمة العربية مطالبة بالانتصار ثقافيا من خلال تطوير كل الإمكانيات في المجال لا سيما من خلال تشجيع الإبداع وتوفير المناخ المناسب لذلك.
سبوتنيك: ما هي ملامح تطور الحركة الثقافية الجزائرية؟
باتت تمد جسور التواصل مع ثقافات العالم، ونجحت في لم شمل المبدعين العرب وخلق الفضاءات التي تجمعهم، لا سيما في ظل المآسي التي تعرفها بعض الأقطار العربية.
والدليل على ذلك العلاقات الثقافية المصرية الجزائرية، التي تشهد تطورا نوعيا، بدليل أن كل بلد حاضرة في فعاليات الأخرى، والجزائر ستكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في بداية عام 2018، فضلا عن مشاركة عدد من الفرق الفنية الجزائرية في مختلف التظاهرات التي تشهدها مصر.
سبوتنيك: طرحتم فكرة عمل فني مشترك بين مصر والجزائر…فما هي ملامحه؟
أتمنى فكرة وجود عمل سينمائي مشترك بين مصر والجزائر، فقد شارك عزت العلايلي وحسن مصطفى في بطولة الفيلم الجزائري "طاحونة السيد فابر" للمخرج أحمد راشدي وشارك الفنان الجزائري الراحل سيد على كويرات في بطولة "عودة الابن الضال" مع يوسف شاهين، ويجب تقديم أفلام مشتركة على صعيد التمويل والكتابة والتمثيل، والتي يمكن من خلالها تجاوز فكرة القطرية العربية، خاصة أن هناك قضايا عربية مشتركة تصلح لهذه النوعية من الأفلام مثل الإرهاب والهجرة، فضلا إمكانية تقديم أفلام عن شخصيات لها إرث مشترك بين البلدان العربية.
سبوتنيك: هناك إرث آخر مشترك في مقاومة الإرهاب..
لا شك أن مصر قادرة على دحر الإرهاب والقضاء على الجماعات المتطرفة، لكن الأهم هو القضاء على أسباب التطرف، ومن الضروري قراءة تجارب البلدان التي كان لديها نفس الظروف، ونحن ندعمها في مواجهة الإرهاب.
سبوتنيك: كيف ترى العلاقات المصرية الجزائرية في الفترة الأخيرة؟
العلاقات تتعزز بصورة دائمة بين مصر والجزائر، على الصعيد السياسي، وعلى الأصعدة الأخرى الاقتصادية والثقافية أيضا، التعاون فيما يتصل بالجانب الثقافي يرتكز على تجارب سابقة بين البلدين، يجب أن نعرف أنه بعد استقلال الجزائر مباشرة تعززت المؤسسات أو معاهد التعليم في الجانب التربوي، وكذلك الجانب الفني، الموسيقى والمسرح والسينما كلها، بانضمام نخبة كبيرة من فناني مصر الذين ساهموا في تدريب وتكوين وتعليم الجيل الثاني من المشتغلين في حقل المسرح، أذكر من تلك الأسماء كرم مطاوع، كان من أهم الأعمدة، وهناك أسماء أخرى كثيرة، شكلوا مراجع مهمة بالنسبة للمسرح والموسيقى في الجزائر، وعدد كبير من الموسيقيين الجزائريين والفنانين أيضا تخرجوا من الجامعات والمعاهد المصرية المتخصصة في هذا المجالات، منهم الموسيقار الجزائري الكبير "فاضل نوبلي".
سبوتنيك: كان لديكم مشروع كبير لإنتاج سينمائي مشترك…فأين ذهب؟
كان لدي فكرة عرضتها شخصيا في عام 2006 على الراحل يوسف شاهين، من خلال المصاهرة التاريخية التي جرت بين الجزائر ومصر من خلال زواج الملك الأمازيغي "يوبا الثاني" بكيلوباترا سيليني ابنة كليوباترا، وهي الفكرة التي استهوت أيضا بعض السينمائيين في الجزائر كما هو في مصر، ونحاول أن نوجد نواة لوضع ملامح لهذا المشروع، لأنني متأكد أن هذا المشروع سيكشف لشعبي مصر والجزائر أن هناك منطقة ظل تاريخية مجهولة سنسعى لتسليط الضوء عليها، ويمكن دراسة بعض الأعمال المشتركة، وربما أن نستفيد من تجربة مصر في الإنتاج الدرامي، وتجربة إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي.
أجرى الحوار: مصطفى الكيلاني