وإليكم ما قاله وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، في حديث لوكالة "سبوتنيك" عن هدف وأسباب الزيارة الحالية إلى موسكو، بالإضافة إلى آخر تطورات الأوضاع الميدانية في جرود لبنان.
سبوتنيك: في البداية، في أي سياق تأتي زيارتكم إلى موسكو، ومشاركتكم في "منتدى الجيش-2017" الذي تقيمه للمرة الثالثة وزارة الدفاع الروسية، خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان؟
إن حرب لبنان ضد الإرهاب مستمرة منذ سنوات عديدة، وهذا يعني أنه في خضم هذه المعارك لا بد من زيارة موسكو للمشاركة في "منتدى الجيش-2017 " التي تستعرض فيه المؤسسة العسكرية الروسية وأكبر مصانع الأسلحة فخر الصناعة العسكرية الروسية، من أجل الاطلاع وتأمين دعم إضافي للجيش اللبناني الذي يحقق أروع انتصاراته التاريخية ضد العدو الإرهابي. ومن خلال زيارتي إلى المعرض الحربي تأكدت من أن مستوى التسليح العسكري والتقنيات العسكرية عاد إلى قدرته السابقة بل تطور وتخطى قدرة المؤسسة العسكرية السوفياتية السابقة إلى تطوير أسلحة متقدمة تقنيا وعمليا، ومجمل القول، فإن هذا المعرض أثبت أن السلاح العسكري الروسي متطور جدا وينافس في تطوره أهم صناعات السلاح العالمية.
سبوتنيك: حبذا معالي الوزير لو تطلعنا على أجواء الاجتماع الذي جرى اليوم معكم في وزارة الدفاع الروسية ولقاءكم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وهل لمستم أي اهتمام من قبل المسؤولين العسكريين الروس بمساعدة لبنان عسكريا، خصوصا في حربه ضد التنظيمات الإرهابية، في ظل تكامل دوره مع الحرب التي تخوضها روسيا دعما للجيش السوري ضد "داعش" وكافة المجموعات الإرهابية؟
فعلا بعد انتصار الجيش اللبناني في جرود عرسال ورأس بعلبك، أثبت أنه قادر وملتزم بالعقيدة، وقد يساعد عبر اتفاق مع الجيش الروسي لتأمين جانب من الجبهة عبر مساعدة عسكرية في تحرير لبنان من الإرهاب، وهذا يؤكد التزام مصالح الجيشين. إضافة إلى وجود القوة الروسية الاتحادية في المنطقة، وهذا يعني وضع أسس لاتفاقات مشتركة للعمل العسكري في التدريب والتطوير وتبادل المعلومات، وهو أساسي في الحرب القائمة. وهذا التعاون مع روسيا قد يساعد ليس فقط في محاربة الإرهاب وإنما في الدفاع ضد العدو الإسرائيلي. كما نعول على لقاء في وزارة الخارجية الروسية ولقاء المسؤولين هناك، ولنا لقاء في المؤسسة العامة للتصنيع العسكري ومع شركات أخرى قد تساهم وتساعد في تقوية القدرات العسكرية للجيش اللبناني.
سبوتنيك: معالي الوزير، كيف تقيم العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش اللبناني باسم "فجر الجرود" التي استطاع فيها دحر الإرهابيين وتحرير القسم الكبير من أراضي الجرود؟
أولا، أهنئ الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية وفخامة الرئيس بهذا الانتصار العظيم، ثانيا، أشكر قيادة الجيش لأنها أثبتت أن الجيش اللبناني قادر للدفاع عن الأرض والحرية والقرار السياسي. إن هذه المعركة لا تقتصر فقط على مساحة جغرافية معينة، ولكن هي دحر للفكر الإرهابي والانتصار على الإرهاب أكثر ما هو استعادة لأرض، لذا فإن الانتصار يعني استعادة قرار. ويجب أن أذكر هنا أنه تم التشكيك بمقدرة الجيش من الناحية العسكرية، وأن لا توجد استقلالية لقراراته، لكن هذا الجيش أثبت أن قراره مستقل وملتزم بالقرار السياسي وبالدعم الحكومي في الأساس وبتعليمات قائد القوات المسلحة الأعلى الذي هو فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون.
أجرى الحوار: عماد الطفيلي