وكشف العاني في حواره موقف السعودية من استفتاء كردستان، لافتاً إلى أن البلدين بصدد تدشين ساحة للتبادل التجاري في المنطقة الحدودية بين البلدين، مشيراً إلى وجود تنسيق مشترك في العديد من الملفات من بينها الملف الأمني.
نص الحوار:
سبوتنيك: في 23 ايلول/ سبتمبر الجاري قال المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بريت ماكغورك، إن واشنطن ترصد تغيراً إيجابياً في العلاقات السعودية — العراقية.. ما هو تعليقكم على قول ماكغورك؟
سفير العراق: طبعاً واشنطن تنقل صورة حدث واقع، نعم إن العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية في تطور مستمر ومتسارع، إذ هناك خطوات إيجابية كبيرة بدأت بزيارة رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي إلى السعودية مع وفد وزاري كبير على مستوى عال، واستقباله من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومجموعة الوزراء، وهناك حدثت لقاءات فردية، بين أعضاء الوفد الوزاري العراقي ونظراؤهم السعوديين، وتم الاتفاق على فتح الآفاق كلها.
سبوتنيك: ما هي الآلية التي ستنطلق منها علاقات التعاون بين العراق والسعودية؟
سفير العراق: البداية ستكون عبر التعاون بين البلدين في الجانب الاقتصادي الذي سيمثل مفتاح لعودة العلاقات، إضافة إلى تدشين التجارة بين البلدين، وفتح المنافذ الحدودية، والسماح للخطوط الجوية للبلدين بالعمل المشترك، والأمور بدأت تسير بالفعل نحو الأفضل، وكما تسمعون في الإعلام وترون فإن معبر عرعر تم فتحه، والخطوط الجوية العراقية وقعت اتفاق لمباشرة رحلاتها إلى السعودية، وإن شاء الله الأمور على أفضل ما يرام.
تشغيل معبر عرعر الحدودي
سبوتنيك: هل يعمل معبر عرعر الحدودي بكامل طاقته؟
سفير العراق: بخصوص معبر عرعر تم افتتاحه وعبر من خلاله نحو 14 ألف حاج عراقي لأداء مناسك حج هذا العام، لكن هناك بعض النواقص في الجانب العراقي، فالمعبر يحتاج إلى صيانة وإكمال بعض الشواغر، لكن إجمالاً المعبر يعمل بشكل رسمي بعد أن تم الاتفاق على فتحه، وستبدأ الشاحنات في العبور عما قريب جداً، وستكون هناك ساحة مشتركة للتبادل التجاري بين البلدين، كما سيستقبل المعبر الزوار أو المعتمرين العراقيين طوال العام، وستكون هناك خطوط نقل برية بين البلدين قريباً إن شاء الله.
هل منفذ عرعر سيكون الوحيد بين البلدين؟
هناك منفذ ثاني يحتاج إلى بناء من الجانب العراقي وهو تحت الإجراء لا غير، إضافة إلى أن الاتفاق الحاصل بين البلدين لاستقبال الخطوط الجوية العراقية في المملكة، والطيران السعودي في العراق، انتقل إلى حيز التنفيذ، ونحن الآن بصدد الانتهاء من بعض التفاصيل المتعلقة باستخدام المطارات بين البلدين، والأمور الفنية والإدارية اللازمة لذلك، وجميعها ستنتهي إن شاء الله خلال الأيام القليلة المقبلة.
عدد الرحلات الجوية بين العراق والسعودية
سبوتنيك: ما هو عدد الرحلات الجوية المتوقعة بين العراق والسعودية؟
ستنطلق الرحلات بين البلدين من ستة مطارات في العراق و أربعة مطارات في السعودية، إضافة إلى رحلات (كارجو) بمعدل سبع رحلات شهرياً، و134 رحلة ركاب شهرياً أيضاً، وسيزداد عدد هذه الرحلات تدريجياً مع الوقت ليشمل عدد أكبر من المطارات واستقبال الرحلات في كلا البلدين.
سبوتنيك: وماذا بشأن تاريخ بدأ هذه الرحلات ؟
سفير العراق: تاريخ مباشرة الطيران بين البلدين أصبح بيد الخطوط الجوية في البلدين فقط، وجار العمل على إنهاء ترتيبات تخص الأمور الفنية في المطارات وإنهاؤها، إضافة إلى إنهاء كل ما يلزم لاستئناف الرحلات.
التعاون في محاربة داعش
سبوتنيك: هل هناك تعاون بين البلدين خاصة في المجال الأمني؟
سفير العراق: بالتأكيد هناك تعاون أمني بين البلدين حسب الأصول، والحمد لله نحن بلدين شقيقين متجاورين، الأمن العراقي يهمه المملكة العربية السعودية، والأمن السعودي يهمه أمن العراق، فمن الطبيعي أن يكون هناك تعاني أمني بين المملكة والعراق.
سبوتنيك: هل لهذا التعاون دور في الانتصارات الأخيرة للجيش العراقي على داعش؟
سفير العراق: بخصوص تعاون المملكة والعراق في تحقيق الانتصارات الأخيرة التي حصلت على داعش، بالطبيعي إن لم يكن هناك دعم مادي فهناك دعم معنوي، فالمملكة يسرها ويسعدها أن ترى العراق تخلصمن شرور الإرهاب ومن شرور داعش، ونحن والسعودية بيننا استراتيجيات، نحن بيننا مصالح مشتركة، وتحديات في ذات الوقت مشتركة علينا مواجهتها، وبالتأكيد مواقف كل إخوانا وأصدقاؤنا المادية والمعنوية لها اثر في انتصاراتنا كذلك الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب العراق، فالمملكة، كما قلت يهمها أمن العراق، والعراق يهمها كذلك أمن المملكة.
موقف السعودية من استفتاء كردستان
سبوتنيك: هل من تعاون سعودي — عراقي في شأن ملف استفتاء كردستان؟
سفير العراق: المملكة العربية السعودية ترفض الاستفتاء وموقفها واضح ضد الانفصال ومع وحدة العراق ارضاً وشعباً.
فتح قنصلية في النجف
سبوتنيك: هل أنتم راضون عن حجم التمثيل السعودي في العراق؟
سفير العراق: يوجد سفير للمملكة في بغداد هو الأستاذ عبدالعزيز الشمري، وقد رشح وهو الآن يمارس أعماله سفيراً في بغداد، والسفارة السعودية في العراق كبيرة والحمد لله الأمور تسير حسب الأصول ووفق العلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين، عبر تمثيل المملكة ببعثتها بأعلى تمثيل دبلوماسي.
هل تلقى العراق طلباً سعودياً بفتح قنصلية في النجف؟
سفير العراق: نعم استلمنا طلباً لفتح قنصلية عامة للمملكة في النجف الأشرف، وقد رحبت حكومتنا لهذا الطلب باعتباره خطوة على الطريق الصحيح، والموافقة عليه وفق الإجراءات الأصولية.
أجرى الحوار: محمد ياسر
