وطالبت الميمني في حوارها مع "سبوتنيك" الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان، انطلاقا من دورهما الداعم للمرأة السعودية، وحرصهما على أن تتبوأ أعلى المراتب وتنافس في كافة المجالات، خاصة بعد أن سمحوا للنساء بقيادة السيارات والمشاركة في قطاعات العمل المختلفة، والاعتماد عليها بشكل كبير في رؤية المملكة، أن يسمحوا للحاصلات على رخص الطيران من هيئة الطيران السعودية بقيادة الطائرات.
في البداية ما الدافع وراء دراسة الطيران على الرغم من علمك بأنه لا وظائف للفتيات بهذا المجال؟
بالتأكيد كنت أعرف أن المرأة لم تحصل على عمل في مجال قيادة الطائرات، خاصة أن كابتن هنادي الهندي سبقتني في الحصول على الرخصة، وكانت أول قائدة طائرات في المملكة العربية السعودية بشركة المملكة القابضة مع الوليد بن طلال، وهو ما دفعني أن أكمل دراسة مجال الطيران، خاصة أنه كان حلمي منذ الصغر، وتوجهت إلى الأردن وحصلت على رخصة ppl عام 2010، ثم تقدمت للهيئة كي أحصل على تحويل رخصتي لرخصة سعودية، ولكن للأسف لم أحصل على الموافقة، لعدم وجود رخص من هذا النوع، ثم سافرت إلى أمريكا لإكمال الحصول على بقية الرخص وهي رخصة الطيران التجاري الآلي cpl، والتي تتيح لحاملها العمل بأي خطوط للطيران، وعندما عدت في عام 2013م، صدرت الموافقة واستبدلت الرخصة الأمريكية للسعودية.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟
الصعوبات التي كانت ولا تزال حتى الآن تتعلق بعدم الحصول على وظيفة قائد طائرة، إلا أن الإصرار والأمل على استكمال الحلم كان الدافع دائما لاستكمال الطريق، وقد يتحقق قريبا من خلال تمكيننا من قيادة الطائرات.
هل كان هناك تشجيع قبل الدراسة أم اعتراض من الأهل؟
كان التشجيع الوحيد على استكمال الدراسة في المجال من الأهل فقط، وكان هناك معارضة من بعض المحيطين خاصة أنهم كانوا يرون أن المجال غير متاح للسيدات.
ما هي الأسباب التي حالت دون حصولك على عمل كقائدة طائرة؟
كوني إمراه وثاني فتاة تحصل على الرخصة، لم أحصل على وظيفة، وأذكر أن السبب الوحيد هو أنه لم تكن هناك سابقة لعمل امرأة في هذا المجال بشركات الطيران التجارية، ولا تزال حتى الآن مقتصرة على الرجال.
ما هي أبرز المعوقات التي تواجه المرأة السعودية؟
في الوقت الحاضر لم تعد أي معوقات، خاصة أن الحكومة الحالية تشجع الجميع على العمل، ويولون الأهمية الكبرى لتمكين المرأة من العمل والمشاركة في كافة مناحي الحياة.
هل من مطالب لك توجهينها إلى الجهات المسؤولة بشأن عدم حصولك على عمل؟
بالتأكيد أؤكد على دور الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وأطالبهما بالسماح للمرأة بقيادة الطائرة ومنح الفرصة للسيدات حتى يثبتن ذاتهن في مجال الطيران، وفتح الوظائف للسيدات في الأماكن المقتصرة على الرجال فقط.
هل هناك قانون يمنع المرأة السعودية من قيادة الطائرة؟
لا يوجد قانون يمنع المرأة من قيادة الطائرة، فكوني حاصلة على رخصة طيران سعودي يحق لي أن أطير، وأطالب أن يسمحوا لنا بالعمل طبقا للرخصة التي حصلنا عليها.
هل قدمت لك بعض العروض من الشركات الخليجية؟
نعم توجهت لعدد من الشركات الخليجية، وتم قبولي بعد اجتياز كافة الاختبارات، إلا أني وددت العمل في الخطوط السعودية، لذلك أنتظر الفرصة في بلدي، كما أنني اتجهت للعمل في أقسام أخرى، منها الأمن والسلامة الجوية، وذلك من أجل تطوير نفسي والحصول على دورات واكتساب خبرة في المجال.
هل سبق لك قيادة طائرة منذ التخرج حتى الآن؟
كنا نقود الطائرات خلال الدراسة وعمليات التدريب، إلا أنه لم يسبق لي قيادة طائرة تجارية أو خاصة، نظرا لعدم إتاحة الفرصة للعمل، لكني اجتزت كافة الاختبارات في هذا الشأن.
هناك تواصل بالتأكيد، وعلى الرغم من أنه لم يأت رد بعد، إلا أنني على أمل التجاوب في الوقت القريب.
ما هي المجالات المقتصرة على الرجال فقط في السعودية؟
في الغالب هو مجال قيادة الطائرات ، خاصة أن العديد من الأقسام بها فتيات يعملن في المراقبة الجوية والأمن والسلامة الجوية، والطب والهندسة.
هل تعتقدين أن السماح للحاصلات على الرخصة بقيادة الطائرة سيدفع الفتيات إلى الإقبال على دراسة الطيران؟
هناك الكثير من الفتيات يتواصلن معي بشأن دراستي للطيران، ويتحدثن عن رغبتهن في المجال، وعلى الرغم من قصتي الطويلة ومحاولاتي المستمرة، إلا أنني لا أرغب أن تكون النهاية مأساوية لبعض الفتيات، خاصة أنه حتى الآن لم يتاح العمل لنا في تخصصنا وهو قيادة الطائرات.
بالتأكيد كان هناك نوع من الإحباط، لكني لم استسلم، وأعرف قدراتي جيدا، ولم أتنازل عن حلمي منذ الصغر الذي تحقق، إلا أنه تبقى الخطوة الأخيرة ولدي أمل بأنها ستتحقق في القريب العاجل.
كيف ترين دور المرأة السعودية في رؤية 2030؟
دور المرأة من الأدوار الرئيسية في الرؤية، خاصة أن المرأة أثبتت نفسها في العديد من المجالات، ولدينا من درسن صناعة الصواريخ، وفي المجالات الأخرى منها الطب والهندسة والتخصصات المختلفة.
كيف ترين دور الأمير محمد بن سلمان في المملكة حاليا؟
بالتأكيد له دور كبير وعظيم في فتح المجال أمام الفتيات والنساء، ومكنهم من نيل العديد من حقوقهن، كما سمح للمرأة بقيادة السيارة وهي تعد خطوة تاريخية.
ما النسبة التي ترغب المرأة السعودية أن تمثلها في المجالات المتعددة؟
نطمح لأن تشكل المرأة نسبة 50% في الوظائف والمجالات العامة، خاصة أن هناك العديد من النساء أصبحن مؤهلات بشكل قوي للعمل في كافة التخصصات.
حوار: محمد حميدة
