تأتي شهادة مبارك في ظل استدعاء المحكمة له بصفته المدنية كرئيس جمهورية أسبق، وتأكيد محاميه على أنه عسكري، استدعائه للشهادة يجب أن يكون من خلال القضاء العسكري وبعد موافقة الجيش والرئاسة، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب المصري، اللواء أحمد العوضي، من جانبه أجاب لـ"سبوتنيك" عن هذه التساؤلات، وكشف في حواره معنا الإجراءات التي يجب أن يتبعها مبارك في حال رغبته في كتابة مذكراته. وإليكم نص الحوار:
محكمة جنايات القاهرة وجهت للرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، أسئلة شائكة، تتعلق بالأمن القومي المصري، وباقتحام الحدود الشرقية لمصر، والإجابة على بعض من تلك الأسئلة يتطلب الحصول على إذن من رئيس الجمهورية الحالي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لأن الإجابة قد تتطرق إلى المساس بأمن البلاد وبأسرار الدولة.
هل مبارك مستدعى من قبل القوات المسلحة مثل الفريق عنان مثلا؟
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ليس مستدعى من قبل القوات المسلحة، إنما بصفته رئيس أسبق للبلاد، استدعته المحكمة لكونه كان رئيس البلاد، وقت حدوث جريمة اقتحام الحدود الشرقية للبلاد، ولكن شهادته تتعلق بالأمن القومي المصري، وبصفته رئيس دولة سابق، ورجل عسكري سابق يعرف تمام العلم أن الشهادة التي سيدلي بها، لابد أن تكون بعد استئذان القوات المسلحة ورئيس الجمهورية.
ولكن الفريق عنان كان له وضع آخر حيث كان مستدعى بموجب المرسوم بقانون رقم 133 لسنة 2011، الذي ينص على استدعاء رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد انتهاء خدمتهم، للاستفادة من خبراتهم، لكن مبارك ليس مخاطب بنص هذا المرسوم، لأن القانون ينطبق على رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين تولوا إدارة شؤون البلاد عقب تخلي مبارك عن مهام منصبه كرئيس للجمهورية وقائدا أعلى للقوات المسلحة، ابتداء من 11 فبراير/شباط 2011، ومن بعد هذا التاريخ أصبح مبارك مدنيا.
طبعا مبارك يعلم بكل المعلومات والأمور الخاصة بالثورة، والأحداث السابقة لها، وكان يعرض عليه تقارير من رئيس الوزراء والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، فيما يخص الأوضاع في مصر في هذا التوقيت.
ولكن ماذا إذا قرر مبارك أن يكتب مذكراته هل سيحتاج أيضا إلى إذن؟
بالطبع إذا أراد الرئيس المصري الأسبق كتابة مذكراته بما يتضمن موضوعات ومعلومات على درجة عالية من السرية، تخص الأمن القومي، لابد له أن يتبع الإجراءات القانونية ويستأذن رئيس الجمهورية الحالي الرئيس السيسي، لكتابة مذكراته بما لا يمس الأمن القومي المصري.
أجرت الحوار: رنا ممدوح