وتطرقت النائبة ناتاليا بوكلونسكايا في مقابلتها إلى الوضع في شبه جزيرة القرم بعد خمس سنوات على عودته إلى روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى ملفات عديدة أخرى مرتبطة بالقرم والعلاقة مع أوكرانيا وغيره من المواضيع.
س- بعد خمس سنوات على انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا ما هي أبرز وأهم الإنجازات التي تم الوصول إليها؟
ج- الإنجازات لا تقاس بالقيمة المادية، فهي هنا في نفوس المواطنين الذين أرادوا أن يكونوا جزءا من أجزاء روسيا وبالتالي الإنجازات هي عودة الروح الوطنية الروسية التي ذكرت الجميع بمدى أهمية حب الوطن والافتخار بالبلاد. والمواطنون في القرم أظهروا مدى تعلقهم وحبهم للأرض والبلاد وأثبتوا أنهم روس.
على مدار السنوات الخمس الماضية حققت شبه جزيرة القرم نجاحا اقتصاديا كبيرا حيث تم إنجاز العديد من المشاريع الرئيسية ومن أبرزها جسر القرم الجديد الذي يصل روسيا بالجزيرة، بالإضافة الى افتتاح مطار "سيفاستوبل" الجوي الجديد وإنشاء طرقات سريعة للسيارات ومشاريع صحية وتربوية متعددة. لكن هناك صعوبات بالطبع خصوصا في الشأن الاجتماعي وقضايا الناس.
الأهم اليوم هو الهدوء الذي يعم في شبه جزيرة القرم بفضل روسيا، وأظهرنا للعالم كله ماهية الروح الروسية وربيع القرم هو أكبر انتصار في تاريخ روسيا الحديث والذي لا يرتبط بالسياسة. هذا ليس انتصارا للأحزاب السياسية بل إنه انتصار لشعب القرم.
س- ما مدى اقتراب مسألة الاعتراف الدولي بشبه جزيرة القرم على أنها روسية في السنوات الأخيرة؟
ج- لقد بدأت عملية الاعتراف الدولي بشبه جزيرة القرم على أنها روسية تتحرك لكن ليس بالسرعة التي نريدها، فشركاؤنا الغربيون ليس لديهم حل آخر فعليهم الاعتراف بالجزيرة على أنها روسية في آخر المطاف.
فالشعوب في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا بعترفون بذلك ويفهمون التاريخ جيدا وبالتالي يعتبرون أن شبه جزيرة القرم هي جزء لا يتجزأ من روسيا، لكن الحكومات لا تعترف لأن التأثير السياسي عالب في هذا الموضوع بالذات.
كلما زادت قوة روسيا، كلما أدرك قادة الدول الغربية أن شبه جزيرة القرم هي أرض روسية ولا يمكن أن تكون إلا كذلك.
س- برأيك ما سيكون موقف أوكرانيا من شبه جزيرة القرم بعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية؟
ج- إن الانتخابات الرئاسية الأوكرانية هي انتخابات شكلية، فالغرب هو من يتحكم بالسياسة الأوكرانية وبالتالي هو يختار من سيكون رئيسا لأوكرانيا وذلك بسبب عدم وجود قوانين نافذة في أوكرانيا.
هذه البلاد تم الاستيلاء عليها والتحكم بها كما يتم تدميرها اليوم بشكل منهجي، لذلك لا ننتظر موقفا مغايرا وجديدا بالنسبة من كييف حول شبه جزيرة القرم. أما المواطنون الأوكران فسيأتي الوقت المناسي لكي يتخلص من كل هذه الطغمة السياسية الحاكمة في البلاد لصالح الغرب وبالتالي للصبر حدود.
فالسياسات الحكومية الأوكرانية جعلت من الشعب الأوكراني وقودا لحربها ضد روسيا من خلال سياسات العداء وروسافوبيا، لكن سيأتي اليوم الذي ستنهض فيه الناس وتواجه هذه السلطة الحالية.
كما أن ليس لروسيا ما تتقاسمه مع أوكرانيا فنحن شعب واحد، لكن هناك دول خارجية تسعى لاستخدام أوكرانيا كأداة للحرب مع روسيا وللوصول إلى ما تريده الدول الغربية لكن ذلك لن ينجح وكفوا عن أوكرانيا.
س- هناك مصادر قالت إن لديك ملفات حساسة مرتبطة بالانقلاب الأوكراني ماذا عنها؟
ج- هناك ملفات عديدة ترتبط بسياسيين ومسؤولين أوكران كان لهم دور ما قبل الانقلاب الأوكراني وما بعده. ومن أبرز الشخصيات هي رئيس بلدية العاصمة كييف فيتالي كليتشكو ورئيس المخابرات الأوكرانية وغيرهم من الشخصيات المهمة في البلاد.
س- لقد أصدرت كتاب "ربيع القرم: قبل وبعد" ما رأي الأصدقاء والنقاد به؟
ج- حتى الآن كل التعليقات ايجابية على ما جاء في الكتاب، لكن هناك انتقادات من الكثيرين حول عدم تسمية الأسماء بأسمائها في القضايا الاختلاس والسرقة. هذه المعلومات متواجدة لدي كوني شغلت منصب المدعي العام في شبه جزيرة القرم ولكن لكل شيء وقته.
س- كيف ترين مستقبلك السياسي؟
ج- بصراحة لا أرى مستقبلي فالأيام هي وحدها كفيلة بذلك.
س- هناك تصريحات عن خطط لك بإنشاء حركة سياسية اجتماعية، هل توصلت للتسمية ومن سيدخل اطار هذه الحركة ؟
خطط لإنشاء حركة سياسية هي مجرد أفكار حتى الأن.
-س- ماذا عن وظيفتكم السابقة هل تشتاقون لمنصب المدعي العام في شبه جزيرة القرم؟
ج- لقد عملت مع ضباط وعسكريين أوفياء لقضيتهم وبلادهم وفي أصعب الظروف وقفوا دفاعا عن أرضهم وهذا الشيء لا يمكن أن ينساه أحد.
لقد عملت مع فريق لن يتكرر فتحية لهم من القلب لكل الذين مروا على هذا الطريق عام 2014. فهم متفانون بعملهم.
