حول تجربته الروائية ومشواره الروائي أجرت "سبوتنيك" المقابلة التالية مع الروائي السعودي عبده خال.
إلى نص الحوار...
الروائي عبده خال...النشأة والمولد...هل كان لها تأثير على توجهك للأدب والرواية بشكل خاص؟
لماذا كانت معظم أعمالك تحمل عناوين يمكن أن يطلق عليها البعض "تشاؤمية"؟
بالفعل أطلق البعض على مجموعة من العناوين لروايات كتبتها، بأنها عناوين تشاؤمية، ولكن تلك السوداوية في العناوين ليست هى "عبده خال" وإنما البيئة والشخصيات التي أكتب عنها هى من أتت بتلك العناوين، وفي تقديري أن الروايات هى مثل البشر، قدرية أسمائها تأتي بعد ولادتها، وكلما ولدت رواية احتار في تسميتها، ولذلك أتذكر دائما أن الاسم الذي تريد اختياره ووضعه على رواية بعينها يستغرق جهدا كبيرا، رغبة منك في أن يكون له أثر لدى القارىء، فإذا انتهيت من الرواية آخذ اسما معينا ليدل على الفكرة الأساسية لكل رواية من الروايات.
كيف تختار عنوان كتاباتك الروائية؟
دائما شخصيات أو أبطال الرواية هم الذين يصنعون واقعهم من خلال الكتابة الورقية، تلك الأحلام والمثبطات وهذه الانكسارات، هم الذين يتحركون داخل النص ليسيطروا على أجواء الرواية، لكن هذا لا يعني أن الرواية منفصلة تماما عن الواقع، وعلى سبيل المثال إذا كانت فكرة الرسالة طبية، فمن الطبيعي أن يكون التحرك داخلها في الأجواء الطبية، وإذا كان البطل عسكري فسوف تسود الرواية الأجواء العسكرية.
من خلال أفكار رواياتك...هل كان عبده خال يحلق بعيدا عن الواقع؟
أنا آخذ مادتي الخام للكتابة من الواقع نفسه ولا أحلق بعيدا عن هذه الحياة التي يتشابك بعضها مع البعض الآخر، وتفرز الكثير من الإشكاليات سواء كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية، كما أن الرواية عبارة عن مزيج من الواقع والخيال، والواقع هو النقطة الأساسية التي يمكن الانطلاق منها، من خلال اللغة والشخصيات، وهنا يحدث اندماج بين الواقع والمتخيل ويتم إنتاج هذا النص الروائي، وعليك كروائي أن تكون صادق فنيا لكي تستطيع الوصول إلى القارئ لكي يتفاعل مع الكاتب ويشعر بشخصيات الرواية.
حصلت على الكثير من الجوائز والأوسمة المحلية والعربية والدولية...هل كانت الروايات الفائزة هي أفضل أعمالك؟
الكتابة عند عبده خال هى عشق والعاشق دائما يريد التواصل مع من يعشق بأي صورة كانت، عملية الفوز بجائزة من عدمه هي مسألة ثانوية تماما، كلما حصلت على جائزة كلما ازددت قربا من الكتابة الروائية التي أعطيتها نفسي كاملة فأعطتني نفسها، وجودي الحقيقي في الحياة لكي اكتب، والجوائز ما هى إلا جزء يسير جدا من هذا المشروع الذي وجدت نفسي فيه منذ أن كنت طفلا في قرية لديها الكثير من الأساطير، أنا ابن اسطورة وجئت الآن لأسترد من فم الزمن كل حكاية عابره سواء كانت عابرة أو تدعي أنها تتشوق للمستقبل.
نسبت إليك الكثير من العبارات منها "كل كائن يتخفى بقذارته ويخرج منها مشيرا إلى قذارة الآخرين"... ماذا تقصد؟
هذه العبارة صدرت عن بطل روايتي "ترمي بشرر" طارق فاضل، والفكرة الاساسية لتلك الرواية هى سقوط الإنسان بدرجات مختلفة، بعضهم قد يكون بنسبة قليلة والآخر قد يحصل على أعلى نسب السقوط، وبطل الرواية طارق فاضل وصل إلى ما هو أسفل من السقوط، ولذلك تم نبذه، فقال جملته السابقة والتي تعني أن الجميع ساقط، وكل فرد يريد أن يدين الآخرين ليبرئ نفسه.
ما هي قصة مقاطعتك لمعرض الكتاب بالكويت في العام 2011؟
في سنة ما تم حجب الكثير من الأعمال الأدبية، وكان لا بد من التضامن مع الكتاب الذين منعت أعمالهم، ومسالة المنع أو الحجب في أي مكان يحدث هذا تجد أن هناك من يقف ضد هذا التكميم، وهل تحسن الوضع في السعودية أو العالم العربي، المسالة تخضع للبعد الزمني، وقبل إصدار أي نقد علينا أن نعرف أولا أين صدر الحكم، حركية الزمن جعلت الأشياء تتزحزح من مواقع المنع إلى المراوحة ما بين الممنوع والمسموح،
وصفت بأنك سفير المملكة في الإبداع الروائي... في أي المناسبات قيلت تلك العبارة؟
هذه المقولة أطلقها الوزير عبد العزيز خوجة وقت أن كان وزيرا للإعلام والثقافة وهو شخص عزيز إلى قلبي، وقيلت تلك العبارة وقت فوزي بجائزة بوكر الرواية العربية، وقتها قال الوزير في التليفزيون السعودي إن عبده خال سفيرنا في الإبداع خارجيا.
هل كنت قريبا من السلطة وتتطلع دائما لرضاهم حتى وإن كان ذلك على حساب كتاباتك؟
لم أكن يوما ما تحت أي قطاع رسمي، وكنت أنشر رواياتي وقصصي خارج المملكة وتدخل كتبي إلى السعودية دون أي اعتراض أو منع رسمي أو مؤسسي، وعلى الكاتب دائما الابتعاد كثير عن المظلات الرسمية، وأنا ربما اعتبر نفسي مستقلا.
ما قصة مطالبتك للفتيات بالاحتفاظ بصورهن قبل الزواج؟
هذه الدعوة كانت في أحد مقالاتي اليومية في جريدة "عكاظ"، والهدف من هذا المقال لم يكن للمشاكسة بقدر ما كان مطالبة لتمكين المرأة وإعطائها حقوقها التي كانت محجوبة عنها لزمن طويل، وشاركت مع الكثير من الكتاب لخروج الكثير من القوانين أو التنظيمات التي تضع المرأة في مكان مرموق، واعطائها حقها بالتساوي مع الرجل في الواجبات والحقوق، واتهمت في فترة التشدد الديني بالمملكة بأنني أريد إخراج المرأة السعودية من بيتها، والحمد لله أنني عشت حتى رأيت القوانين كلها تعطي المرأة التمكن والتمكين في حياتها، وكانت تلك المقالة نوع من المداعبة للنساء رغم أنهم فهموا المقالة بشكل خاطىء، الجزء الأساسي من المقال
ماذا تعني الكتابة عند عبده خال؟
الكتابة عندي كطائر يحلق في السماء حتى إذا تعب يعد لعشه ثم ما يلبث أن يستعد للتحليق مرة أخرى.
ما هي الأعمال القادمة؟
عندي هياكل كثيرة واحتاج إلى زمن من أجل إحيائها، فقد عشت في زمن غني بالكثير من الشخصيات الروائية، وكلما خطرت في بالي شخصية معينة أقوم بتحريكها وأعيد لها الحياة لأكتبها رواية مستقلة، والآن عندي مالا يقل عن 30 شخصية روائية تنتظر الخروج على الورق، أبرزها شخصية "أبو طالب" وهي شخصية محورية تركت بصمة في حياة الكثيرين، وهناك حي عشت فيه طفولتي ودائما ما أستلهم منه الكثير من الشخصيات.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب