بطبيعة الحال، دور تركيا في اللعبة السياسية لا يزال غير واضح، فهي تنتظر رد فعل دول حلف الناتو، وعما إذا كانت صواريخ "إس-400" متوافقة مع متطلبات الحلف أم لا، حيث أشار فكري إيشيك، إلى أن تركيا تأمل بأن يبذل حلف الناتو جهودا أكثر جدية، حيث سيكون لديها منظومة دفاعية متوافقة مع الناتو.
وقال إيشيك، يوم الجمعة، على التلفزيون التركي "ان تي في": "أما بالنسبة لمنظومات الدفاع الصاروخي، فالعمل مستمر. نحن نجري مباحثات بشأن "إس-400" ليس فقط مع روسيا، ولكن أيضا مع دول أخرى لديها منظومات مماثلة. الآن موقف روسيا بشأن هذه المسألة إيجابي. نأمل أن تنظر الدول الأعضاء في الناتو على محمل الجد لهذا، ومنظومتنا ستكون متوافقة مع متطلبات التحالف. لكننا ولا بأي شكل من الأشكال لا نرفض العرض الروسي، ونعمل عليه بنشاط. هدفنا النهائي — تصنيع هذه المنظومات بنفسنا".
من جانبه، أعلن الخبير البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية، بمعهد موسكو الحكومي ميخائيل ألكسندروف، أن تركيا تريد شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية لأسباب سياسية، وربما تمثل عنصر ضغط على الغرب، لأن تركيا ليست بحاجة إلى صواريخ الدفاع الجوي إلا إذا كانت ترغب في استخدامها ضد القوات الجوية الروسية المتمركزة في سوريا.
وأوضح الخبير أن امتلاك الأتراك لأنظمة "إس-400" الروسية، سيجهد الغرب، الذي سيبدأ على الفور اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد تركيا والضغط عليها لرفض امتلاك هذه المنظومات.
والجدير بالذكر، أن موقف وزارة الدفاع الروسية بشأن توريد أنظمة "إس 400" إلى الخارج يتمثل في أنه، لا يجب توريدها لدول أجنبية قبل أن تتم تلبية احتياجات القوات المسلحة الروسية من هذه الأنظمة بشكل كامل. وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روغوزين، قد أعلن في وقت سابق، أن روسيا تعتزم توريد أنظمة "إس 400" المتطورة إلى الصين والهند فقط بشكل استثنائي، باعتبارهما شريكين استراتيجيين لموسكو.
مواصفات "إس-400"
تستطيع صواريخ "إس-400 تريومف" إسقاط جميع وسائل الهجوم الجوي الموجودة حالياً بما فيها الطائرات والمروحيات والطائرات الموجهة عن بعد (بدون طيار)، والصواريخ المجنحة والصواريخ البالستية التكتيكية والعملياتية التكتيكية، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية.
وتستطيع تدمير طائرات التشويش الإلكتروني، وطائرات الاستطلاع والكشف الراداري، وطائرات التجسس، والطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، وجميع وسائل الهجوم الجوي الفضائي الحالية والمستقبلية.