نشأة صناعة الدبابات
تم تسليم هذه الوثائق إلى متحف الدبابات بمناسبة الذكرى الـ100 لنشأة صناعة الدبابات في روسيا. وتعود جميع الوثائق تقريبا إلى فترة ما بين أواسط ثلاثينات القرن العشرين والنصف الأول من الأربعينات، عندما اضطرت روسيا إلى بذل قصارى الجهد لإيجاد الدبابات الجديدة القادرة على مقارعة نظيراتها الأجنبية، وبالأخص دبابات ألمانيا التي أشعلت نار الحرب العالمية الثالثة في عام 1939 واستعدت لمهاجمة روسيا والجمهوريات السوفيتية المتحدة الأخرى.
وكانت بعض الوثائق محفوظة في مكتب تصميم الدبابات في مدينة خاركوف التابعة لجمهورية أوكرانيا. وتم نقلها إلى مدينة نيجني تاغيل في عام 1941 بعدما اعتدت ألمانيا على اتحاد الجمهوريات السوفييتية، وخيم خطر الاحتلال على جمهورية أوكرانيا.
الدبابة القاهرة
وتضم الوثائق تقريرا عن اختبار دبابتين جديدتين من طراز "تي-34" في مايو/أيار 1941، جاء فيه إن دروع دبابة "تي-34" تستطيع مقاومة قذائف عيار 37 و45 ملم في حين يجب تعزيز قدرتها على مقاومة قذائف عيار 76 ملم.
وجرى تصنيع دبابات "تي-34" في مدينة نيجني تاغيل. ويعود إليها فضل كبير في إحراز الانتصار على المعتدي. ويُعتقد أن هذه الدبابات جعلت كفة الجيش الأحمر في الحرب ضد الغزاة القادمين من ألمانيا النازية هي الراجحة. وتم ذلك بعد أن بدأت أعداد كبيرة من دبابات "تي-34" تصل إلى جبهة القتال. ولذلك توصَف دبابة "تي-34" بالدبابة القاهرة.
واعتبرت دبابة "تي-34" دبابة مثالية في وقتها، حيث تمتعت هذه الدبابة بأرقى القدرات القتالية والفنية. من أهم مزاياها سهولة الاستخدام والصيانة وبساطة التشغيل. وعن لقائه الأول بدبابة "تي-34" قال أحد الضباط الألمان: "رأيناها تسير إلى الأمام رغم إطلاق النار عليها".
جوزيف ستالين
وصنعت روسيا الدبابات الأخرى التي أبلت بلاء حسنا في محاربة الغزاة النازيين، ومنها الدبابة التي أطلق عليها اسم الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين والتي دخلت الخدمة العسكرية في عام 1943. ومن أهم أوراق "جوزيف ستالين" الرابحة مدفع عيار 85 ملم الذي كان قادرا على اختراق أي درع من المسافة المتوسطة.
ثم ظهرت دبابة "جوزيف ستالين 2" التي تعد واحدة من أقوى الدبابات في العالم. وكانت هذه الدبابة سريعة ومحصنة ضد قذائف العدو ومزودة بأقوى مدفع بعيد المدى. وحظرت القيادة الألمانية على جنود الدبابات الدخول في مواجهة مع دبابات الجيش الأحمر الثقيلة عندما تقل المسافة الفاصلة بين الدبابات الألمانية والدبابات الروسية عن الكيلومتر الواحد.
تي-26
كانت دبابات "تي-26" هي الأكثر عددا بين دبابات الجيش الأحمر قبل بدء الحرب. وكانت مهمتها مساندة المشاة. اعتبرت دبابة "تي-26" في بداية ثلاثينات القرن العشرين الأكثر تطورا في فئتها في حين أصبحت في نهاية الثلاثينات متقادمة. ولكنها أدت واجبها في بداية الحرب لإعاقة المعتدي.
تي-70
بصرت دبابة "تي-70" النور لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 1941، ودخلت الخدمة العسكرية في يناير/كانون الثاني 1942، وبرعت بشكل خاص في معركة كورسك في عام 1943. وتم إيقاف تصنيع دبابات "تي-70" في عام 1943.
تي-40
كانت دبابة "تي-40" دبابة الجيش الأحمر العائمة الوحيدة. واستمر إنتاج دبابات "تي-40" حتى ديسمبر/كانون الأول 1941، ثم حلت محلها دبابة أقوى وأقل وزنا هي "تي-60". واتخِذت دبابة "تي-40" أساسًا لأول راجمة ذاتية الحركة للقذائف الصاروخية.
كليم فوروشيلوف
حملت دبابة "كا في-1" اسم وزير دفاع الاتحاد السوفيتي كليم فوروشيلوف. وتميزت هذه الدبابة التي دخلت الخدمة العسكرية في عام 1939 بدروعها المتينة. وبلغ سمك دروع جانبيها ومؤخرتها 75 ملم، فيما بلغ سمك دروع سطحها العلوي والسفلي 30 ملم. واحتوت مقدمتها على 3 ألواح مدرعة. وأصيب الغزاة بالصدمة حين واجهتهم دبابات "كا في-1" في 23 يونيو/حزيران 1941 حيث سحقت بضع عشرات منها، تجابهها 100 دبابة ألمانية، دفاعاتهم بسهولة، ودمرت مدفعيتهم وشتتت مشاة العدو. ولم يستطيعوا مقاومة هذه الدبابات، إذ ارتدت عنها قذائف المدفعية من دون أن تلحق ضررا بها.
وفي عام 1943 ظهرت دبابة أخرى من نفس الفئة عرفت باسم "كا في-85". وصُنعت هذه الدبابة لمكافحة دبابات "النمر" الألمانية، وزودت بالمدفع المناسب، ولكنها واجهت نقصا في الدروع.
تي-34-57
كان مدفع دبابة "تي-34-57" أقوى من مدفع شقيقتها "تي-34"، واخترقت قذائفه من عيار 57 ملم أي درع بسهولة. وكان عدد هذه الدبابات قليلا. وشاركت في معركة الدفاع عن موسكو.