يلعب نظام التنظيم العسكري للدولة دورًا حاسمًا، بما في ذلك إمكانات الصناعة الدفاعية والترسانات والقدرات اللوجستية.
أظهر صراع قره باغ، أولاً وقبل كل شيء، ليس تفوق Bayraktar TB2 التركية في الجو، ولكن المبالغة في تقدير الجانب الأرمني لقواته والتنظيم الضعيف للدفاع على الأرض.
بعد وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ، ظهرت الكثير من المنشورات التقييمية في الفضاء الإعلامي، ويمكن تلخيص محتواها في بيانين بسيطين:
- فازت أذربيجان، لأن لديها طائرات تركية مسيرة، لكن لا يوجد لدى أرمينيا طائرات مسيرة.
- أصبحت أنظمة الدفاع الجوي الروسية "الثقيلة" عديمة الفائدة في "حرب الطائرات المسيرة" اليوم.
يتم شرح النهج المبسط من خلال المعلومات العسكرية التقنية للخبراء، فضلاً عن عدد كبير من الأمثلة التوضيحية لهزيمة المعدات العسكرية والأفراد الأرمينيين. ومع ذلك، فإن الواقع دائمًا ما يكون أكثر تعقيدًا من ما نفكر فيه.
لا توجد معجزات في العالم، أي فيلم يصنع حسب فكرة المخرج. مقاطع الفيديو، التي صورتها بيرقدار وطائرات مسيرة أخرى تابعة للجيش الأذربيجاني في قره باغ، عملت في البداية على تقويض معنويات العدو وترويج الطائرات التركية المسيرة في سوق الأسلحة العالمية.
في الوقت نفسه، بقيت "الرحلات الفارغة" والإخفاقات، وهزيمة عشرات الطائرات المسيرة بواسطة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية (EW) خلف الكواليس.
الأدوات الرئيسية لتدمير القوى البشرية والمعدات في ساحة المعركة هي قطع المدفعية وأنظمة قاذفات اللهب القادرة على "حرث" الهكتارات بشكل منهجي في خط المواجهة وخلف خطوط العدو. يوجد لدى القوات مدفعية وصواريخ أكثر من الطائرات المسيرة. والقوة القتالية للمدفعية أكبر.
على سبيل المثال ، يمكن لهجوم Bayraktar الذي تبلغ قيمتها حوالي مليون دولار رفع وإيصال 150 كجم فقط من الذخيرة إلى الهدف، أما في ضربة واحدة لقاذفات اللهب يوجد أطنان من المعدن الفتاك. وبالتالي، فإن المدفعية تقلل بشكل كبير من "تكلفة" تدمير الأهداف. لا يرتبط حجم الميزانية العسكرية بالنجاح المضمون. على سبيل المثال، لم تؤد هيمنة البنتاغون على المدى الطويل في سماء أفغانستان إلى الانتصار على طالبان - على الأرض.
الثقة بالنفس غير المبالية
نظام دفاع جوي منظم بشكل صحيح قادر على تحييد أي سرب من الطائرات المسيرة للعدو، وتعطي وسائل الاستطلاع الإلكترونية في غضون ثوانٍ إحداثيات نقاط التحكم القتالية للذخيرة.
في غضون ذلك، لم توفر أنظمة الدفاع الجوي الوحيدة للقوات الأرمينية المنتشرة في قره باغ غطاءً موثوقًا ليس فقط بسبب الخصائص "القديمة".
من الأسباب أيضا مستوى تنظيم الخدمة، وعدم وجود نظام. نلاحظ أن "ستريلا-10" و"أوسا-أ كي إم" - هي أنظمة دفاع جوي من الستينيات، وأحيانًا لا تصل إلى Bayraktar على ارتفاع ثمانية كيلومترات. والمجمعات الحديثة "تور-إم2كيإم" و"بوك-إم2إيه" تحمي حصريًا يريفان ومحطة ميتسامور للطاقة النووية.
مشكلة أخرى هي إهمال وسائل التمويه على الأرض، بدا أن الأجسام العسكرية المنفصلة تصرخ: "اقتلني!" (إصابة واحدة مباشرة في خيمة المقر مع العلم على الصاري يمكن أن تجعل عدة وحدات لا يمكن السيطرة عليها، وهذا يعني مئات أو حتى الآلاف من الجنود في ساحة المعركة).
من ناحية أخرى، عندما بدأت الطائرات التركية بدون طيار في التحليق "بطريق الخطأ" من قره باغ إلى المنطقة الحدودية لجمهورية أرمينيا، أسقطت أنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية المنظمة بشكل صحيح الطائرات بدون طيار دون مشاكل. سرعان ما توقفت الطائرات بدون طيار عن الطيران.
شكل الانتصار العسكري لعام 1994 وعزز على مر السنين أسطورة مناعة القوات الأرمينية في اتجاه قره باغ. هذا فقط يمكن أن يفسر عدم وجود هياكل هندسية جادة على خط 100 كيلومتر من نهر أراكس إلى سلسلة جبال مرافا. الخنادق ونقاط إطلاق النار المفتوحة من الأعلى، والمخابئ المنفصلة هي أمثلة على التحصينات في بداية القرن الماضي. لم يهتم الجانب الأرمني بنقاط إطلاق النار طويلة المدى (مصنوعة من الخرسانة المسلحة) وشبكة اتصالات تحت الأرض، على الرغم من وجود وقت كافٍ - أكثر من 25 عامًا. على هذه الخلفية، في عام 2019 ، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: "قره باغ هي أرمينيا"، وصاغ وزير الدفاع ديفيد تونويان المفهوم: "مناطق جديدة في حالة نشوب حرب جديدة".
