وضم حلف وارسو، وهو غريم حلف شمال الأطلسي، في عضويته روسيا وغيرها من الجمهوريات المنضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي السابق، وبولندا وألمانيا الديمقراطية وتشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا.
وأشار المؤرخ ميخائيل مياغكوف، رئيس جمعية التاريخ العسكري الروسية، في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أن مبادرة قادة الاتحاد السوفيتي أتاحت للناتو (حلف شمال الأطلسي) أن يقترب من حدود روسيا عبر ضم أعضاء سابقين في حلف وارسو.
الخطأ
وفي ظن المؤرخ، الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف وغيره من قادة الاتحاد السوفيتي ارتكبوا خطأ حين أعطوا الضوء الأخضر لحل حلف وارسو. وأمكنهم أن يتجنبوا الوقوع في الخطأ في حال ألزموا قادة الدول الغربية الرئيسية بتوقيع معاهدة عدم توسيع حلفهم. ولم يفعلوا ذلك، متكلين على وعود الغرب الشفهية.
الآثار العكسية
وأشار المؤرخ إلى أن مضاعفات قرار حل حلف وارسو أتت على نحو معاكس لما استهدفه من نتائج سياسية. فبدلا من نزع فتيل التوتر أدت مبادرة قادة الاتحاد السوفيتي إلى زيادة التوتر لأن قادة الدول الغربية لم يفوا بوعودهم. فقد أقبل حلف الناتو على ضم أعضاء سابقين في حلف وارسو لتصبح آلة الغرب الحربية على مقربة من حدود روسيا.
ورأى المؤرخ أن الأمور بدأت تسير إلى إنهاء وجود المنظمة التي خرجت إلى حيز الوجود كقوة توازن قوة الناتو، بعد أن أعلن الزعيم السوفيتي موافقته على توحيد شطري ألمانيا.
وهكذا تسبب حل حلف وارسو في زيادة التوتر السياسي في أوروبا من دون أن يؤدي إلى تحسين الأحوال المعيشية للناس في بلدان الشرق الأوروبي. وليس هذا فقط بل وجدوا أنفسهم في مواجهة غير محمودة العواقب مع روسيا التي تولت رعاية بلدانهم بعد الحرب العالمية الثانية.