وأظهرت دراسات أن المطلوب، حتي يتم صد الهجمات الجوية المكثفة المحتملة، 56 موقع إطلاق صواريخ اعتراضية حول موسكو. ولم توجد وقتذاك صواريخ اعتراضية ورادارات لكشف الطائرات المهاجمة وتوجيه الصواريخ الاعتراضية إليها. فبدأت روسيا العمل على إنشاء الصواريخ والرادارات اللازمة.
وبعد 3 أعوام ظهر صاروخ "بي-300" ورادار الرصد الدائري "أ-100 كاما". وتمت تجربتهما في عام 1953. وحققت التجربة نجاحا بعد أن تم إسقاط طائرة "تو-4" التي مثلت الهدف المطلوب تدميره، على ارتفاع 7000 متر.
وبدئ في عام 1954 بتجهيز المواقع لإطلاق الصواريخ الاعتراضية حول موسكو. وبعد عام دخل نظام الدفاع الجوي الذي أطلق عليه اسم "إس-25 بيركوت" الخدمة العسكرية.
وبعدما باشر نظام "إس-25"، وهو أول نظام استراتيجي للدفاع الجوي في العالم، مهمته سجل عدد الطائرات الأجنبية التي حاولت خرق حرمة حدود الجمهوريات السوفيتية المتحدة انخفاضا كبيرا.
وواصل النظام عمله لمدة 30 عاما التي لم تشهد استخداما قتاليا له. واستفادت روسيا من تكنولوجيات "إس25" لإنشاء نظام "إس-75" الذي أسقط طائرة التجسس الأمريكية "أو-2"، ونظام "إس-125" الذي أسقط الطائرة الخفية الأمريكية "إف-117". وفي الثمانينيات تسلم نظام جديد يحمل اسم "إس-300" مهمة حماية موسكو من الهجمات الجوية المحتملة.