واستبعدت روسيا وسائر الجمهوريات السوفيتية المتحدة الأخرى إمكانية إنهاء مقاومتها للغزاة، ولم يفكر أحد في إمكانية الاستسلام حتى لو دخل الغزاة إلى العاصمة.
الفخاخ الملغومة
إلا أن السلطات الأمنية احتاطت لاحتمال كهذا، فوضعت خطة لمواصلة الدفاع عن العاصمة في شوارعها ومبانيها.
وتضمنت الخطة تحويل منشآت هامة مثل مسرح البلشوي وفندق "متروبول" إلى فخاخ ملغومة لا بد وأن يلقى مَن يدخلها من الغزاة مصرعه.
وكان من المفروض أيضا تفجير منشآت صناعية يمكن أن يستخدمها المحتلون في أغراض عسكرية.
أما بالنسبة للأماكن الأخرى التي لم توضع المتفجرات فيها مسبقا فكان من المفروض أن يجعلها عناصر المقاومة فخاخا في حال تمكن الغزاة من دخول المدينة. ومن أجل ذلك تم تحويل بعض الأماكن العامة والحدائق العامة مثل حديقة "إيزمايلوفسكي" إلى مخابئ تحتوي على الأسلحة والمتفجرات. فمثلا، احتوى المخبأ الذي تم تجهيزه في حديقة "إيزمايلوفسكي" على 5 صناديق يوجد فيها 125 كيلوغراما من مادة التولين المتفجرة وفقا لما ذكره تلفزيون القوات المسلحة الروسية "زفيزدا".
المقاومة المنظمة
ولم توضع جميع وسائل وأدوات المقاومة في المخابئ، بل تم تسليم بعضها مثل مسدسات ألمانية الصنع أو مسدسات تشبه أقلام الحبر، إلى عناصر المقاومة المستقبلية مباشرة.
وضمت فصائل المقاومة المستقبلية مئات الأشخاص والذين تلقوا التدريبات المناسبة. وكان من المفروض ألا يبقوا في موسكو في حال طُرد الغزاة الألمان منها، بل يذهبوا مع الغزاة ويواصلوا مهمتهم خارج العاصمة.
ولم تأخذ هذه الخطط، لحسن الحظ، طريقها نحو التنفيذ والتفعيل، إذ شنت قوات الجيش الأحمر التي تولت الدفاع عن موسكو، هجوما معاكسا في ديسمبر/كانون الأول 1941، لتطرد الغزاة من ريف موسكو، فلم تصبح العاصمة الروسية ساحة لمعارك الشوارع والأعمال التفجيرية.