يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي اللواء دكتور أحمد الشريفي، أن إمكانية توجه العراق نحو تطوير منظومة الدفاع الجوي من خارج مظلة التسليح الأمريكي
خبرات سابقة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخبرة في هذا السلاح ليست خبرة ميدانية فقط وإنما هى خبرة قتالية أيضا، وكذلك بالنسبة للطيران، لكن سبب التأخر في استعادة تلك المنظومة الروسية ليس ضغطا من الأمريكان فقط، وإن كانت واشنطن قد أبدت رغبتها في أن يكون التسليح غربي، لكن الأمر كان متعلقا بصناع القرار السياسي، حيث تخلل برنامج عودة التسليح الشرقي فساد وسوء إدارة وسوء تقدير موقف أيضا.
وتابع الشريفي: "من حيث التقييم الآن نجد أن برنامج الـ "إف - 16" هو برنامج فاشل، نحن ذاهبون إلى برنامج إعادة إحياء طائرة "ميغ 29" السوفيتية الصنع، حيث أن طواقمها الفنية وطياريها موجودين والقاعدة متكيفة معها، وكان بإمكاننا أن نمتلك اليوم عدة أسراب منها، لكن للأسف كان الرأي آنذاك ضد رأينا، وهذا كان أحد العوامل التي أدت إلى عزلتنا السياسية اختلفنا معهم في تلك القضية، فكان رأينا أنه على أقل تقدير أن تكون منظومات الدفاع الجوي والطيران روسي".
إس 400
وحول العقوبات والتهديدات الأمريكية تجاه العراق حال توجهه للتسليح الشرقي قال الخبير الاستراتيجي، في الحقيقة الولايات المتحدة لم تهدد سوى فيما يتعلق بمنظومة الدفاع
التدخل الأمريكي
من جانبه قال المحلل السياسي العراقي أياد العناز، سبق للإدارة الأمريكية وأن عملت على التدخل في العديد من الاتفاقيات الدولية التي تسعى إليها الحكومة العراقية، في كافة المجالات ومنها العسكرية بسبب النفوذ والتواجد الأمريكي في العراق، وسعي واشنطن للاستحكام بمقدرات البلاد ومنع أي مشاركة دولية في المشاريع والاتفاقيات التي تخص العراق وترفض أي شريك لها في بغداد.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت إلى أن تكون الداعم الرئيسي للتحالف الدولي في مواجهة الإرهاب، وإجراء عمليات التدريب والمساعدة في الأمور اللوجستية والمعلوماتية والتواجد في بغداد وبصيغة قيادة التحالف، والتفاعل ميدانيا مع الواجبات الموكلة للتحالف، وهذا هدف ميداني ضمن الرؤية الإستراتيجية الأمريكية في التعامل مع مجريات الأحداث في العراق".
موسكو وبغداد
وتابع العناز، الحديث المتداول الآن حول عملية تطوير سلاح الدفاع العراقي واحتمالية حصول بغداد على منظومة الدفاع "إس 300" أو "إس 400"، تأتي في سياق التوازنات الإقليمية التي تسعى إليها إيران ووجود هذه المنظومة ستكون عامل مساعد للتوجهات الإيرانية، خاصة وأن الوجود والتمدد الإيراني والتدخل في شؤون العراق واضحة ومعلومة ضمن المشروع الإيراني في المنطقة، وهي ضمن أهداف طهران في تمتين العلاقات بين موسكو وبغداد والارتقاء بها لمديات أوسع.
وأكد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، نايف الشمري، أمس السبت، أن الحكومة ستتعاقد خلال الأشهر المقبلة لشراء منظومة دفاع جوي.
وقال في تصريح صحفي: "إن الموازنة المالية لعام 2021 تضمنت تخصيصات لتزويد القوات المسلحة بأجهزة حديثة لمواكبة التطور الحاصل في جيوش العالم، كما أن اللجنة أجرت عدة لقاءات مع وزير الدفاع وقائد الدفاع الجوي بهذا الخصوص".
وأضاف، أن "الحكومة ستتعاقد خلال الأشهر القليلة القادمة مع شركات مهمة لتزويد العراق بمنظومة حديثة للدفاع الجوي".
وأشار الشمري إلى أن "التعاقد من اختصاص وزارة الدفاع حصرا، ومن خلال دائرة التجهيز والتسليح في الوزارة، ونحن سنراقب كافة العقود التي ستبرمها".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد أفادت في وقت سابق نقلا عن برلمانيين عراقيين بأن الحكومة العراقية تدرس المضي قدما بمناقشة شراء أنظمة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أنها قد تفرض عقوبات عليها في حال قررت شراء الأنظمة الروسية.