من غير الملاحظ في حزمة الإنفاق الضخمة التي قدمها البيت الأبيض لتطوير "البنية التحتية" تتضمن القليل من الأموال الجديدة للدفاع، أم ميزانية البنتاغون البالغة 715 مليار دولار للعام المالي 2022 فتشكل زيادة بنسبة 1.6% فقط عن العام الماضي.
في حال مقارنة هذا المبلغ بتغيرات التضخم، يتبين أن الميزانية انخفضت فعليا ولم ترتفع كما تظهر الأرقام المطلقة (نظرا للتغيرات في الأسعار منذ العام الماضي)، بحسب "تقرير وول ستريت جورنال" عن تراجع القدرات الدفاعية للولايات المتحدة.
وتقول لجنة استراتيجية الدفاع الوطني المكونة من الحزبين وخبراء آخرين إن البنتاغون يحتاج إلى زيادات حقيقية ثابتة بنسبة 3% إلى 5% سنويا لمواجهة التهديدات من "الأقران القريبين" مثل الصين وروسيا، على حد ذكر التقرير.
زاد الرئيس السابق دونالد ترامب الإنفاق الدفاعي بشكل متواضع، لكن هذه الزيادة قد مرت وما زال الإنفاق عند معاييره الحديثة عند حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي. تتراكم ديون أمريكا بسرعة بما يتجاوز 100% من الناتج المحلي الإجمالي بينما تقلص دفاعاتها.
النقطة اللامعة في الميزانية هي الأماكن التي رفضت فيها الإدارة زيادة الضغوط، فمثلا لم تخفض نفقات الجيش؛ الذي تبلغ قوته في الخدمة الفعلية 485 ألف فرد، لكنه طلب بالفعل نفقات أقل بنحو 3.5 مليار دولار من ميزانية العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الانسحاب في أفغانستان.
لكن لا يوجد مكان أكثر معاناة من نقص الاستثمار مما كانت عليه التوقعات العاصفة للبحرية الأمريكية. عند يقرب من 300 سفينة، لن يكون لدى البحرية الأمريكية قريبا الحجم أو القدرة على التنافس مع أسطول يتجاوز 350 سفينة تقوم الصين بإعداده. في أبريل ، ورد أن الصين طلبت ثلاث سفن حربية في يوم واحد.
من شأن مقترح البحرية لعام 2022 أن يسرع تقاعد طرادين لتوفير المال، وستشتري البحرية ثماني سفن؛ أربعة فقط منها قتالية، كما انخفض طلب بناء السفن بنسبة 3% عن مستوى العام الماضي. تشعر البحرية بالقلق بشأن الجاهزية، خاصة الناقلات التي تعمل فوق طاقتها، وأن أسطولا أكبر لن يتم تشغيله أو صيانته بشكل صحيح، وهو ما يمثل مخاوف حقيقية.
الإجماع في الكونغرس يوافق على أن البحرية يجب أن تنمو إلى 355 سفينة، لكن الضابط الذي يطلع الصحفيين على ميزانية الدفاع اعترف بأنه مع وجود 300 سفينة بحرية وأعمار تصل إلى 30 عاما، يجب التجديد بمعدل 10 كل عام، وبالتالي فإن 8 كما هو مقرر لن يحقق الهدف المنشود.
يستغرق بناء السفن سنوات، وتقرر الولايات المتحدة اليوم الأسطول الذي ستمتلكه البلاد إذا أثارت الصين نزاعا بحريا خلال 10 أو حتى 20 عاما، بحسب التقرير.
مع تقدم السفن والطائرات في العمر، تصبح باهظة الثمن وتستغرق وقتا طويلا للمحافظة عليها، مما يؤدي إلى استنزاف حسابات الاستعداد، والجيش الأمريكي بحاجة إلى إنفاق المزيد على ابتكارات مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
يستطرد التقرير بالقول إن "المسؤولية عن هذا النقص في الميزانية لا تقع على عاتق القادة المدنيين فقط. يحتاج الضباط إلى أن يكونوا صادقين بشأن التهديدات الفعلية بدلا من الانغماس في السياسة. استغرق الأمر عقدا من الزمن قبل أن يعيد الجيش بناء نفسه بعد الأضرار التي لحقت به في فيتنام، ويمكن أن يحدث التدهور مرة أخرى بشكل تدريجي ثم مفاجئ".
وختم التقرير بالقول: "الخيار الذي تواجهه أمريكا ليس شراء المزيد من السفن بدلا من الدبابات. يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها بشكل مناسب أو التظاهر بفعل ذلك مع تقليص الدفاع لتمويل الرفاهية الاجتماعية، وهو اتجاه يمكن للخصوم رؤيته حتى لو لم يعترف البيت الأبيض به".