تصوير وتحرير: فداء شاهين
وصل مراسل وكالة "سبوتنيك" إلى قرية الكيملية التي تغفو على قمة الجبل في شمال اللاذقية، بعد أن قطعنا نحو 25 كم عن المدينة لم يتخل فيها المواطن علي سلمان عن تقطير مشروب العرق البلدي في تلك المنطقة والذي بدأ بإنتاج العرق منذ سنوات.
وتحدث سلمان لوكالة "سبوتنيك"، عن طريقة تقطيره للعرق من العنب والتين، حيث يقوم بشراء محصول العنب من قرية المشرفة في محافظة حمص، بينما يتم جلب التين من منطقة جبل الزاوية في إدلب وينقلهما إلى خمارته معبئين بأكياس نايلون.
التخمير
التقطير
وبعدها تبدأ المرحلة الثانية "التقطير" من خلال نقل السائل الذي تم استخراجه في المرحلة الأولى ووضعه في وعاء نحاسي آخر، مع إضافة كمية من اليانسون الشامي الذي يقوم بتأمينه من دمشق ويعتبر من أفضل الأنواع ويفضله على اليانسون الذي يزرع من المحافظات الأخرى، ويشعل النار من تحته ويحتاج إلى وقت أطول حتى يتم إنتاج الكحول " العرق البلدي".
عرق العنب
وبسبب الأزمة التي تتعرض لها بلاده التي سببت في ارتفاع المحروقات والغاز، قام سلمان بالاستفادة من مخلفات معصرة الزيتون "البيرين" بوضعه في الآلة جانب الأوعية النحاسية من أجل تأمين النار تحتها، علماً أنه يقوم بتقطير التين على مدار العام لأنه يتم تيبيسه، بينما العنب يقوم بتقطيره خلال موسمه لمدة شهر تقريباً ومن ثم يخزنه ويبيعه على مدار العام.
النبيذ
وأوضح سلمان أن إنتاج النبيذ يتم من العنب الأسود حصراً، بعد طحنه ووضعه في الوعاء النحاسي يتم إغلاقه بشكل جيد لمدة 45 يوماً "تخمير لا هوائي"، على عكس العرق الذي يترك مكشوفاً وبعد 45 يوم يتم رفع الغطاء عنه وعصره يدوياً ومن ثم يترك 5 أيام حتى يتم تصفيته وبعدها يعبأ في العبوات الزجاجية ويحكم إغلاقها جيداً وتشميعها قبل الاستهلاك.
وأشار سلمان إلى أنه في مرحلة التقطير، يتكثف البخار في الأنبوب النحاسي ويدخل عبر الأنابيب ضمن حوض من الماء لتتم عملية التبريد، حيث بدأ عمله بأدوات صغيرة وبرميل واحد ليقوم بالتوسع في العمل وإقامة معمل صغير، كما يستخدم بقايا الغلي كسماد على التربة كونها غنية بمادة الآزوت، وأمل بالاهتمام أكثر في المشاريع الصغيرة من قبل الجهات المعنية في سوريا لاسيما أنها تؤمن فرص عمل لكثير من العائلات في القرى والمناطق.