طهران — سبوتنيك
وعلى الرغم من قِدم المناسبة، إلا أن الإيرانيين ما زالوا يحيونها بذات الطقوس التي نشأوا عليها جيلا بعد جيل، إذ يمضون الليل كله في سمر وحديث حتى مولد شمس اليوم الجديد.
يقول الحاج موسوي، وهو كبير عائلته، لـ"سبوتنيك"، "ليلة يلدا، ليلة تجتمع فيها كل العائلة نتسامر ونتبادل الأحاديث وما يميزها وجود فاكهتي البطيخ والرمان وكل ما يميل لونه إلى الأحمر لون الشمس على المائدة بالإضافة إلى أطباق الحلويات المتنوعة".
ولا تتوقف طقوس هذه الليلة على السهر فحسب، فمن أبرز العادات والتقاليد التي مازال الإيرانيون يحرصون على إحيائها، "أخذ الفأل" من ديوان الشاعر الإيراني المشهور حافظ الشيرازي ويقرأون أبياتا من أشعاره وقصائده من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة بحسب ما قالته لـ"سبوتنيك" السيدة نجاة إلهي زوجة الحاج موسوي.
وتقول السيدة نجاة "أشعار الشيرازي هي فاكهة الليلة…يختار كل فرد من العائلة ورقة مدون عليها بيتا من أبيات الشعر الواردة في الديوان ويقرأها، وهكذا نتنبأ إذا كان العام القادم لهذا الفرد جيداً أم لا بحسب ما يقوله بيت الشعر الذي اختاره…إنها أجمل ليلة لي من كل ليالي السنة".
قديما كان أفراد العائلة يجلسون حول مدفأة تسمى "الكرسي"، وهي عبارة عن منضدة خشبية كبيرة تسع لعدة أشخاص تغطى عادة بقطعة قماش وغالباً ما تكون ألوانها زاهية يوضع تحتها مجمر الفحم الذي يدفئ الغرفة تدريجيا، لكن هذا التقليد زال مع مرور الزمن.
ليلة "يلدا" واحدة من أهم الاحتفالات الشعبية التي يحرص الإيرانيون على إحيائها جيلاً بعد جيل حفاظاً على الهوية الفارسية، التي صُبغت بالصبغة الإسلامية حينما اعتنق الفرس الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً.