خطف في عمر 3 سنوات
تنتمي عفيفة اسكندر واسمها الحقيقي تيريزا اسكندر إلى عائلة متدينة، ووالدها "شماس" من مواليد 1889، أما هي فمن مواليد 1921، فيما تزعم مصادر أنها ولدت عام 1927، بحسب ورقة معموديتها.
و في عمر الثلاث السنوات، أخذها والدها برفقة شقيقتها "أغاته" إلى الموصل بمناسبة عيد القيامة المجيد، وتعرضت هناك للاختطاف وبيعت الى عائلة ديمتري اليونانية في الموصل، وتبنتها مريم العراقية زوجة ديمتري اليوناني.
وقيل في رواية إنها تزوجت من الفنان اسطيفان إسكندر في عمر الـ12 عاما، ولقبت بلقب زوجها "إسكندر"، وتشابه اسم والدها إسكندر الحقيقي مع اسم زوجها، ولم ينجب منها أولادا، فتبنت "أنطوانيت" من دار أيتام الراهبات في الموصل وكانت وقتها شابة.
يحتفل اليوم شعار Google بذكرى ميلاد شحرورة العراق، الفنانة عفيفة إسكندر.. شاركنا في التعليقات أكثر أعمالها المفضلة إليك!
— GoogleArabia (@GoogleArabia) December 10, 2019
شاهد الشعار ⬅ https://t.co/X3u4CvEQRG pic.twitter.com/R8jvRpgves
من المونولوجات إلى بديعة مصابني
بدأت عفيفة إسكندر مشوارها الفني وهي في الثامنة من عمرها حيث غنت في ملهى صغير في مدينة أربيل، ثم انتقلت العائلة إلى العاصمة بغداد وغنت عفيفة إسكندر في أغلب نواديها.
وبسرعة البرق تحولت عفيفة إسكندر إلى نجمة من نجوم الفن واشتهرت بغناء المونولوج بلغات عديدة، وعملت مع الفنانة منيرة الهوزوز، ثم سافرت إلى القاهرة، وشاركت في فرقة بديعة مصابني وفرقة تحية كاريوكا ومثلت أفلاما عديدة منها: "يوم سعيد" و"القاهرة بغداد" و"ليلى في العراق".
وبعدها عادت إلى بغداد، وظلت سيدة ذات صالون أدبي يلتقي فيه أعلام العراق من سياسيين وأدباء وكتاب ومثقفين أمثال نوري سعيد ومصطفى جواد وجعفر الخليلي وغيرهم.
غنت القصيدة العراقية لأول مرة
تعد عفيفة إسكندر المطربة الأولى في العهد الملكي بالعراق، ومن ألمع فنانات العهد الجمهوري، فهي فنانة شغلت الجمهور دهرا طويلا لعذوبة صوتها وفطنتها ودرايتها بالأمور، فضلا عن تذوقها الموسيقي، كما أنها أول مطربة بغدادية تغني القصيدة عند تأسيس التلفزيون العراقي في عام 1956، وأول من غنى في الإذاعة عام تأسيسها 1936، وأول أغنية لمطربة حين ظهرت الألوان في التلفزيون العراقي عام 1976.
بلغ رصيد عفيفة إسكندر الغنائي قرابة 1500 أغنية، ومن أكثر الملحنين الذين تعاملت معهم، أحمد الخليل، وخزعل مهدي، ومن أشهر أغانيها: "يا عاقد الحاجبين"، "يا سكري يا عسلي"، "قلب .. قلب"، "غبت عني فما الخبر"، "مسافرين"، "يا نجوم غني".
صاحبة أغنية شهيرة
كشفت عفيفة اسكندر في لقاء أجري معها عام 2010، أي قبل رحيلها بعامين، أن الموسيقار المصري، محمد عبد الوهاب، أعطاها لحن أغنية ضمن فيلم "الوردة البيضاء"، هي "يا ورد من يشتريك للحبيب"، مشيرة إلى أن "عبد الوهاب" لحنه لها ولكن هو من غناها بصوته، ورفضت غنائها "لأنها لم ترغب في أن تكون صدى لصوت غيرها اعتزازا بنفسها".
هي وصدام حسين
بعد أن تعرضت لمضايقات من جانب الرئيس العراقي الأسبق، عبد السلام عارف ونظامه، أغلقت عليها بابها منذ ذلك الحين، ولم تغن طيلة عهد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.
ويقول الصحفي سامر المشعل، إن الراحلة عفيفة اسكندر أثرت ساحة الغناء العراقية لسنوات عديدة ورحيلها طوى زمنًا اتسم بالعفة وشرف المسؤولية بتقديم مشاعر الناس على شكل غناء يخرج من الروح.
وأضاف أن عفيفة إسكندر توقفت عن الغناء طيلة فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مشيرا إلى أنها قالت له:
"في كل دولة أزورها كانوا يعرضون عليّ الجنسية والبيوت والشقق لكنني أرفض ذلك وأعود بأجنحة الشوق إلى بغداد"
اللحظات الأخيرة في حياتها
بعد أن كثرت شائعات وفاتها بسبب العزلة، عاودت عفيفة اسكندر الظهور عام 2003، فذهبت للمنتديات للاحتفاء بها وتكريمها وهي على كرسي متحرك، حتى أجهدها المرض ولم تجد إلا الخلود لسرير الشفاء.
يحتفي محرك جوجل اليوم بذكرى ميلاد عفيفة إسكندر إصطفيان 10 ديسمبر 1921 - 22 أكتوبر 2012. مغنية عراقية لُقبت باسم "شحرورة العراق".#غرد_بصورة pic.twitter.com/6udlE89PFZ
— 🇸🇦 أمل ناضرين (@AmalNadhreen) December 10, 2019
وانتهت أسطورة عفيفة إسكندر في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة وهي على سرير الشفاء في مستشفى مدينة الطب في العاصمة العراقية بغداد، بعد صراع طويل مع المرض، تمثل في عدم القدرة على الوقوف إزاء التداعيات الصحية الخطيرة التي نالت منه، ما بين هبوط في الدورة الدموية ونزيف في المعدة، أو غيبوبة طويلة، كما نالت منها الشيخوخة ولم يعد لها أي نشاط حركي خلال السنة الأخيرة من حياتها.
نهاية مأساوية
رحلت عفيفة إسكندر عن عمر ناهز 91 عاما، وتقول "أم عيسى" القائمة على رعايتها، أن عفيفة اسكندر دفنت في المدافن الخاصة بعائلتها في مدينة "بعقوبة" بمحافظة ديالي، وذلك لعدم وجود أهل لها في بغداد ولا مقابر معروفة للعائلة، إذ كانت تسكن في شقة مؤجرة في منطقة الكرادة الشرقية، إضافة إلى أنها رحلت عن الدنيا وهي لا تملك شيئا بعدما فقدت كل شيء في شيخوختها.