موسكو، 12 فبراير — سبوتنيك.
وقال ساجين في المقابلة التي أجرتها معه وكالة "«سبوتنيك"، اليوم: "كان واضحا منذ بداية الضربات الجوية ضد عناصر "تنظيم الدولة" أنها غير كافية لحل المشكلة. من القرون الوسطى كان معروفا أن النصر يبدأ بعد أن يطأ حذاء الجندي أرض العدو".
يأتي ذلك بعد أن طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم أمس الأربعاء، من أعضاء الكونغرس الموافقة على استخدام القوات البرية خارج الأراضي الأميركية، وذلك لأول مرة منذ عام 2002.
وقال أوباما، في هذا السياق، إن هذا الطلب "لا يعتبر سماحاً لخوض حرب برية جديدة".
وأضاف ساجين، بأن أوباما سيواجه صعوبات في الموافقة على هذه الخطة بسبب غالبية الجمهوريين في الكونغرس، موضحا أن أعضاء الكونغرس لن يوافقون على خطة أوباما إذا انطلقوا من مصالحهم الحزبية، وإذا انطلقوا من المصالح البراغماتية فبدون شك سيوافقون على المشروع الجديد.
مبادرة أوباما لا تدل على فشل واشنطن في الشرق الأوسط، ولكن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في توازن القوى.
ويعتبر بوريس دولغوف، كبير الخبراء في معهد الاستشراق الروسي، من جهته، أن مبادرة باراك أوباما لا تدل على فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط…
وقال دولغوف لـ"سبوتنيك": "لا أعتقد أن مبادرة أوباما هي فشل سياسة واشنطن، لأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تكمن في إزاحة نظام بشار الأسد وإزالة سوريا كونها مصدر القوة في المنطقة، وكشريك لإيران وكدولة عدو لإسرائيل. وهذا ما تحاول الولايات المتحدة تحقيقه".
الجدير بالذكر أن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أعلن خلال زيارته لأستراليا أن بلاده لم تطلب عونا عسكريا بريا أجنبيا لمحاربة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد دعوة أوباما لشن عمليات عسكرية برية بشكل موسع ضد "تنظيم الدولة".
وفي هذا السياق يستبعد دولغوف اندلاع اشتباكات بين القوات العراقية والجنود الأميركيين.
وقال الخبير الروسي: "تكثيف التدخل الأميركي في المنطقة ودعم القوات الكردية، وليس سرا أن واشنطن وإسرائيل تدعمان إقليم كردستان، وتقومان بإنشاء جهاز الأمن هناك، وهذا ما يثير القلق في العراق. في الواقع إقليم كردستان قد أصبح دولة مستقلة وتعزيزه يقلق الحكومة العراقية، ولا أستبعد اندلاع اشتباكات بين قوات البشمركة والجيش العراقي".
ولفت الخبير الروسي إلى أن مبادرة واشنطن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتوازن القوى في العراق بين كردستان والحكومة المركزية في بغداد.
واستبعد دولغوف شن عمليات عسكرية أميركية واسعة في العراق، مشيرا إلى أن الجيش الأميركي سيقوم بضربات فردية باستخدام القوات الأميركية الخاصة.