وقال الخبير الروسي والمستشرق في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سيرجي سيريبروف، إن الأزمة في اليمن تدخل مرحلة جديدة وخطيرة للغاية، مؤكدا أن التدهور الحالي للأوضاع في اليمن يخدم وضعية ازدواجية السلطة التي نشأت بسبب تفاعلات داخلية من جانب، وبشكل مصطنع من أطراف محلية وإقليمية، على الجانب الآخر.
وأضاف المستشرق الروسي، في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أنه قبل انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، مساء 25 مارس/ آذار 2015، كان الوضع في اليمن عبارة عن تحالف حركة "أنصار الله" والرئيس السابق علي عبدالله صالح في الشمال، ومعارضة الرئيس هادي، الذي لا يملك دعماً سياسياً كبيراً في الجنوب، ويدعمه بعض الجماعات القبلية المسلحة وبعض الوحدات من الجيش، مما يجعل أي سيناريو تقود إليه الأزمة في غاية الخطورة، لكن الأخطر هو اندلاع نزاع مسلح بين شمال اليمن وجنوبه وتكرار حالة الحرب الأهلية في عام 1994.
وأوضح المستشرق الروسي أنه في ليل 25 مارس/ آذار 2015، قامت خمس دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي (باستثناء عمان) بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق في اليمن، وأعلنت المملكة العربية السعودية مشاركتها بـ 100 طائرة و150 ألف جندي في هذه العملية، وتحظى العمليات الجوية بدعم من قبل عشرات الطائرات من الخليج والأردن والمغرب.
وأشار سيرجي سيريبروف إلى أن السعودية تراكم لديها ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة، نتيجة شرائها عتادا عسكرياً في السنوات الأخيرة من الهند، مؤكدا أن "الأسلحة لن تحل المشاكل السياسية".
ووصف النزاع المسلح بين المملكة العربية السعودية والحوثيين بأنه "كارثة كبيرة" ليس بالنسبة لليمن فحسب، بل للمنطقة بأسرها أيضاً، متوقعاً أن يؤدي ذلك إلى "إعادة رسم جذري في الخارطة السياسية في اليمن".
ومن جانبه، قال الخبير الروسي والمستشرق في "مركز البحوث الإسلامية والعربية"، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيكولاي سوخوف، تعليقا على الموقف الرسمي لروسيا حيال الأحداث في اليمن، وقيام الدول العربية بقيادة السعودية بعمليات عسكرية ضد حركة "أنصار الله" (الحوثيين)، التي تسيطر حاليا على نصف أراضي هذا البلد، إن مبعوث الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ومساعد وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، التقى، على هامش" القمة العربية" التي جرت في مدينة شرم الشيخ في مصر، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وتبادل المبعوث الروسي معهما وجهات النظر حول الموضوعات على مستوى المنطقة، مع التركيز على الوضع في الخليج العربي في ضوء تدهور الوضع في اليمن، حيث أكد الجانب الروسي على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية والانتقال إلى حل سلمي للنزاع اليمني على أساس حوار وطني واسع.
وأشار الخبير الروسي نيكولاي سوخوف إلى أن موقف روسيا، وفقاً لبوغدانوف، يتجسد في وقف تصعيد الوضع في اليمن، وتحقيق وقف لإطلاق النار لـ"جميع الأطراف"، لأن الأوضاع قد تقود إلى "انهيار اليمن"، موضحا أنه شخصيا يعتقد أن العمليات العسكرية للتحالف لن تؤدي إلى حل المشاكل، "فهزيمة اليمنيين في الحرب مستحيلة"، على حد قوله
وأكد سوخوف، أن "الغارات الجوية غير فعالة"، متوقعا أن تنتهي أي عملية برية بالهزيمة، فاليمنيون سيساعدهم عدد من العوامل مثل التضاريس الجبلية، وامتلاكهم كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، والروح المعنوية العالية للشعب في مواجهة العدوان الخارجي.
