لعبت الروسية ناتاليا بوغونينا (30 عاما) فيها بالقطع البيضاء ضد منافستها الأوكرانية ماريا موزيتشوك (23 عاما)، ولكنها لم تتمكن من الاستفادة من هذه الأفضلية النظرية، حيث اتبعت أسلوبا حذرا جدا من بدايتها دون الدخول في تعقيدات مليئة بالمخاطر المتبادلة في الموقف على الرقعة الشطرنجية، وانتهت الجولة الأولى بالتعادل بعد النقلة الـ40.
وستجري، اليوم الجمعة، الجولة الثانية من أصل 4 جولات طويلة بين هاتين اللاعبتين، وفي حال انتهاء هذه المرحلة "الكلاسيكية" بالتعادل بواقع 2 — 2، ستقام بينهما في السادس من أبريل/نيسان سلسلة من الجولات القصيرة حتى تحديد اسم بطلة العالم الجديدة لعام 2015.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن بطولة العالم للشطرنج للسيدات في سوتشي تجري في غياب بطلة العالم الحالية (منذ عام 2013) اللاعبة الصينية هو ييفان لأسباب عائلية، لكنها تحتفظ بحقها في التحدي لبطلة العالم الجديدة (ربما العام المقبل)، بفضل حيازة الصينية على الجائزة الكبرى للشطرنج النسائي لعام 2014.
وشهدت هذه الأدوار التي تقلص عدد اللاعبات فيها بالنصف، تباعا، سقوط نجمات نخبة الشطرنج النسائي العالمي، ومن بينهن الهندية همبي كونيرو (صاحبة 2581 نقطة في تصنيف اللاعبات المحترفات والمركزين الثالث فيه والأول في البطولة الحالية) والصينية جو ون جان (2557 نقطة والمرتبة الثانية في تصنيفات المشاركات)، والأوكرانية آنا موزيتشوك الأخت الشقيقة لماريا (2552 نقطة والمركز الثالث)، وكذلك اللتوانية فيكتوريا تشميليته (2530)، وبطلة العالم في 2008 — 2010 الروسية ألكسندرا كوستينيوك، والروسية القوية الأخرى بطلة أوروبا لعامي 2012 و 2014 فالنتينا غونينا.
ومن المفارقات العجيبة أن أسمي ماريا موزيتشوك (صاحبة المرتبة الـ12 في قائمة أقوى لاعبات الشطرنج المحترفات الصادرة في الأول من أبريل/ نيسان الجاري) وخصوصا ناتاليا بوغونينا (المركز الـ39 فقط) لم يردا بين أسماء المرشحات الرئيسيات المحتملات للفوز ببطولة العالم الحالية، قبل انطلاقها. صحيح أن ماريا (ولها 2526 نقطة في التصنيف) تعتبر أقوى من ناتاليا (2456 نقطة) من الناحية النظرية. ولكن لا بد من التذكير بأن الأخيرة هي بطلة روسيا لعام 2012، وكانت قد تجاوزت مستوى الـ2500 نقطة مرارا في السنوات السابقة، كما أنها تتمتع بخبرة أغنى للمشاركة في البطولات العالمية السابقة والمباريات الدولية الأخرى من منافستها الأوكرانية.
وعلى أي حال، يجمع المراقبون على رأي مفاده أن عاملي الروح المعنوية واللياقة البدنية ربما سيلعبان دورا لن يقل أهمية عن مستوى الكفاءة المهنية، في نهائي هذه البطولة.
نذكر أخيرا أن مدينة سوتشي أستضافت أيضا بطولة العالم للشطرنج للرجال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، والتي دافع البطل الحالي النرويجي ماغنوس كارلسن خلالها عن لقبه في المباراة ضد بطل العالم السابق الهندي فيسواناثان أناند.