وأضحت المصادر، نقلاً عن المستسلمين من عناصر تنظيم "أكناف بيت المقدس"، أن جزء من مقاتلي "بيت المقدس" انضموا الى عناصر "داعش"، وجزء آخر قرر القتال إلى جانب المقاتلين من الفصائل الفلسطينية في المخيم.
وأفادت معلومات صحفية بأن عناصر "داعش"، الذين اجتاحوا المخيم قبل أربعة أيام، قاموا بعمليات قتل مروعة في صفوف مقاتلي تنظيم "أكناف بيت المقدس".
وبحسب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين–القيادة العامة أبو كفاح غازي، الذي تحدث لـ "سبوتنيك"، فإن الفصائل الفلسطينية التي تحارب "داعش"، وهي الجبهة الشعبية–القيادة العامة والنضال والصاعقة وفتح الانتفاضة، استطاعت التقدم والوصول إلى منطقة الشارع الخامس، نحو ثلث المخيم، وألحقت خسائر كبيرة بتنظيم "داعش".
وأفاد أحد عناصر الفصائل الفلسطينية، المشاركة في القتال ضد "داعش"، لـ "سبوتنيك"، أن عدد عناصر تنظيم "داعش" في المخيم يبلغ نحو 1800 مسلح بعد أن انضم إليه 300 مقاتل من تنظيم "أكناف بيت المقدس".
ولفت إلى أن العمل الطبي والإغاثي متوقف بسبب صعوبة التنقل بين الشوارع.
وبحسب المصادر من داخل المخيم، تدور الاشتباكات في محيط جامع فلسطين وحارة المغاربة ومفرق شارع الثلاثين وشارع اليرموك، إضافة إلى منطقة سوق الخضار وشارع لوبية وشارع فلسطين، وهناك محاولات لإخراج العائلات من المخيم إلى بلدة "يلدا" وأحياء العاصمة المجاورة للمخيم ، الميدان والتضامن.
ويحوي مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث تجاوز عدد سكانه الـ140 ألف نسمة، بما فيهم لاجئون فلسطينيون ومواطنون سوريون، ويقع في ريف العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية، ويبعد عن قلبها بحوالي 8 كيلومترات فقط.
ويعتبر الموقع الجغرافي المميز للمخيم الفلسطيني قرب أحياء العاصمة السورية دمشق، أحد أهم الأسباب الذي جعلته هدفاً للتنظيمات المتشددة، التي تسعى لأسقاط دمشق.
ومنذ انطلاق الأحداث المأساوية في سوريا في العام 2011 شكلت عدة فصائل فلسطينية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المخيم لجان شعبية لإدارته، إلا أنه سرعان ما انتقلت السيطرة الى أيدي عناصر من تنظيمات إسلامية متشددة، مثل "جبهة النصرة" و" أكناف بيت المقدس" وغيرها، التي اشتبكت مع القوات السورية وعناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، الموالية للنظام، في المخيم، الأمر الذي أدى الى نزوح الآلاف من سكانه، ومقتل المئات نتيجة للقصف والحصار والجوع.