وقالت الدكتورة أشواق عباس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق لـ"سبوتنيك"، الأربعاء، أن تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق، هو "أداة عسكرية يمكن القضاء عليها إذا توفرت إرادة دولية".
واعتبرت أن "الخطورة الحقيقية لداعش، تتمثل في أيديولوجيته التي أصبحت قادرة على الانتشار بين الشباب حول العالم وتجنيدهم ".
وأشارت إلى أن التنظيم المتشدد يستخدم في الترويج لمفاهيمه وأدبياته المتطرفة عناوين وهمية وغير حقيقية.
وقالت، "داعش يروج لظاهرة التطرف الآن باعتبارها أحد ملامح البطولات… يسوق نفسه وعناصره على أنهم أبطال… يفتحون البلدان ويسيطرون على المدن، وينشدون الحرية، بمفهومهم الخاص… لذلك أرى أن خطورة داعش هي خطورة أيديولوجية وليست عسكرية".
وعن السبب الأساسي لانتشار التنظيم المتشدد في البلاد العربية، قالت أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق، "انتشار داعش في البلاد العربية هو لسبب سياسي، بمعنى أن داعش يُستخدم كأداة من أدوات إعادة انتاج دول المنطقة والأنظمة السياسية".
وأوضحت، أن "داعش" يحصل على دعم لوجستي وعسكري ودعم سياسي على المستوى الدبلوماسي الدولي، عندما يتم تسمية بعض عناصرها بالثوار أو الاعتراف بهم.
واعتبرت أن الغرب هو من أوجد داعش في منطقتنا، مضيفة، بأن "داعش أحد أدوات السياسية الغربية الخارجية لتنفيذ مصالح القوى الكبرى في المنطقة".
وأكدت أن الغرب تعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية "بمعيار مزدوج"، وأن هذه التنظيمات الإرهابية تشكل أداة للدول الغربية لتنفيذ مصالحها في المنطقة من خلال ممارساتها الإرهابية، التي "تشكل ذريعة لتدخل القوى الغربية في المنطقة".
وأضافت، "وجود التنظيمات الإرهابية في المنطقة يشكل مدخلاً سياسياً للقوى الكبرى في المنطقة، فالتنظيمات الإرهابية والجهاديون هم مقاتلون بالوكالة".
وتابعت، "الغرب يطرح نفسه الآن على أنه المنقذ للشعوب العربية والمنقذ للحركات الثورية، وبالتالي هؤلاء ينشطون ويتحركون بالاتجاه الذي تريدهم القوى الكبرى أن يتحركوا فيه، كما حدث للقاعدة في أفغانستان والعراق، واليوم يحدث مع داعش في العراق وسوريا ومناطق أخرى من العالم".
و قالت إن هناك مشروعا لامتداد داعش إلى منطقة المغرب العربي، ما يعني أن هذه الرقعة الممتدة من أقصى الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي باتت ساحة مفتوحة للصراع، المقصود منها بالدرجة الأساسية إعادة انتاج المنطقة ككل، عبر خلق فسيفساء جديدة متناحرة ومتقاتلة بين شعوب الدولة الواحدة ومع الدول المجاورة.
وأعربت عن اعتقادها أن ما سمي بنظرية الفوضى الخلاقة، تطبق الآن وبفاعلية كبيرة، مؤكدة أن "من وضع هذه النظرية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، لم يكن يتوقع أنها تحقق هذه النتائج التي فاقت عقل منظريها".