غزة — سبوتنيك — هشام محمد
وتعج أسواق غزة، خلال هذه الفترة من العام، بأسماك مختلفة، أشهرها عادة سمك "السردين" الذي يفضله الغزيون لرخص سعره، إلا أن الأسواق تبدو شبة خالية منه، نتيجة لمنع إسرائيل للصيادين من الوصول لمسافات معقولة داخل البحر.
وبحسب صيادين فلسطينيين في غزة، لا تقتصر ممارسات البحرية الحربية الإسرائيلية على منع الصيادين من الوصول إلى مناطق الصيد، بل وترتكب انتهاكات شبه يومية بحقهم، وتطلق النار عليهم بشكل متكرر، بالإضافة إلى تخريب معدات الصيد، والاستيلاء على قواربهم.
وأوضح الصياد فوزي الهسي، أن "الزوارق الإسرائيلية تلاحقهم وتطلق النار عليهم، قبل وصولهم للمساحة المسوح الصيد فيها، مشيراً إلى أن أغلب الصيادين تعرضوا لإطلاق النار والاعتقال، ناهيك عن إغراق المراكب وإتلاف الشباك.
وأضاف الهسي، لـ"سبوتنيك" ، بأنه "لو كان البحر مفتوحاً لمساحة 12 ميل بحري مثلاً، لكان بإمكان الصيادين صيد أسماك مختلفة وكثيرة، مثل السردين الذي لا يتواجد بكثرة في المساحات المسموح الصيد فيها".
وبيّن أنه في العام الماضي كان موسم الصيد أفضل بكثير من العام الحالي، حيث كانت أسماك متنوعة متوفرة في الأسواق، وتلبي احتياجات الجميع.
ويؤكد الصياد الفلسطيني أنه ورفاقه يعانون من أوضاع صعبة تضطرهم لتحديد أيام لدخول البحر، بسبب المضايقات الإسرائيلية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي لا يستطيعون بسببها تحمل تكاليف الصيد، خاصة في ظل غلاء الوقود المستخدم للمراكب.
وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي وقّع برعاية مصرية لينهي الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، في يوليو/ تموز 2014، "يسمح للصيادين في غزة بالصيد ضمن ستة أميال بحرية (11 كيلومتراً) على طول ساحل القطاع"، لكن الصيادين يقولون إن إسرائيل تفتح النار قبل أن يصلوا إلى هذا الحد.
ووصف نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش، موسم الصيد بالتعيس نتيجة الممارسات البحرية الإسرائيلية، وضيق المساحة التي يسمح للصيادين الصيد فيها.
وقال عياش لـ"سبوتنيك"، "في غزة نحو 3800 صياد، ما زالوا يمارسون مهنتهم، لكن ليس بشكل يومي بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية، وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الصيد".
واعتبر عياش "موسم الأسماك" هذا العام بأنه سيء، والكميات التي يتم اصطيادها بسيطة جداً ولا تتعدى الطن من مختلف الأسماك.
وأوضح أن هناك شح في كميات الأسماك التي لها مردود اقتصادي على الأسرة والمجتمع، وخاصة أسماك "السردين" التي يرغبها سكان غزة.
واتفق رئيس الجمعية الفلسطينية للصيد والرياضات البحرية محفوظ الكباريتي، مع المتحدثين السابقين بأن تضييق مساحة الصيد من قبل إسرائيل وارتفاع المحروقات، هما العنصران المسببان في ضرب موسم الصيد.
وأوضح الكباريتي لـ"سبوتنيك" الروسية، أنه "سابقاً عندما كان الوقود يأتي من مصر بسعر رخيص، كان يعطي فرصة للصياد أن يتجول أكثر في البحر، لكن ارتفاع سعره وعدم توفر المواد الخام خاصة لتصليح قوارب الصيادين، أثر سلباً على عملية الصيد".
وأضاف أن موسم الأسماك ليس طبيعياً، فالمفترض أن تتوفر هذه السلعة في السوق المحلي بكثرة، "لكن نحن بجوار البحر، وقلما نشاهد صيادين فيه ".
ويتخوف عادل عطا الله، مدير الثروة السمكية في وزارة الزراعة، من انتهاء موسم "السردين" دون الاستفادة منه، موضحاً أن عمق الصيد وتيارات المياه وحالة الطقس تتحكم في وجود السردين من عدمه.
ومن المفترض أن يجني قطاع غزة ما بين 1500 إلى 2000 طن من السردين سنوياً في مثل هذا الوقت من العام، لكن الصيادين يؤكدون أن الموجود أقل بكثير من هذه الأرقام.