وتبنت وزارة الدفاع في عام 2018 استراتيجية الدفاع للأمام (Defense Forward)، وهي استراتيجية استباقية هجومية حسب المصدر السابق ذكره، وفقا لموقع "nationalinterest".
وتشير الاستراتيجية إلى أن:
"القيادة السيبرانية الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع ستحافظ على تفوقها العالمي من خلال وجود مستمر في الشبكات الخارجية المعادية، حتى تتمكن من مواجهة خصومها من حيث يشنون هجمات إلكترونية عليها".
واعتبرت استراتيجية "الدفاع للأمام" ناجحة، فقد منعت، بحسب الإدارة الأمريكية، التدخل في انتخابات الكونغرس 2018 وانتخابات 2020، لكنها فشلت تماما حتى في الكشف عن الاختراق الأخير.
ووسط الجدل الكبير الذي سببته الهجمات السيبرانية، يتجاهل المسؤولون الأمريكيون الفشل الذريع لاستراتيجية اعتبرها البعض حائطا كبيرا أمام أي هجمات سيبرانية من العيار الثقيل.
وأشارت الاستراتيجية، بحسب موقع "ناشيونال إنترست" إلى أن عصر الإنترنت خلق فرصا وتحديات جديدة أمام الحكومات الأمريكية المتعاقبة، وأصبح معها الوصول إلى المعلومات الموثقة مصلحة حيوية للولايات الأمريكية.
وتوجه استراتيجية البنتاغون للأمن السيبراني:
"الوزارة إلى الدفاع عن المستقبل، والتعامل مع التطورات اليومية، والاستعداد للحرب من خلال بناء قوة أكثر فتكا، وتوسيع التحالفات والشراكات، وجذب المواهب للعمل معنا، ورد منافسينا وأعدائنا".
واعتمدت الاستراتيجية تأكيد "ارتفاع تكلفة قيام خصوم الولايات المتحدة بسلوك خبيث أو مضر في مجال التجسس الإلكتروني"، ومع اتضاح حجم الهجمات التي طالت وزارات الدفاع والخزانة والتجارة، والمختبرات النووية، ومعها معهد الصحة القومي، وغيرها من الجهات الحكومية إضافة للكثير من الشركات الكبرى، ارتفعت أصوات عديدة مطالبة بضرورة الرد.
Why America’s Cyber Strategy is Failing https://t.co/qkTH4gSQHQ #cybersecurity
— Treadstone 71 (@Treadstone71LLC) December 25, 2020
ودعا توماس بوسيرت، المسؤول السابق عن الأمن السيبراني في إدارة ترامب، إلى أن "تحتفظ واشنطن بحقها في الدفاع عن النفس من جانب واحد، وضرورة حشد الحلفاء لمعاقبة روسيا"، في حين اعتبر السيناتور الديمقراطي من ولاية إلينوي ديك ديربين أن "هذا تقريبا إعلان حرب من جانب روسيا على الولايات المتحدة".
من جانبه، اعتبر البروفيسور بجامعة ستانفورد جاك غولدسميث أن "الولايات المتحدة تفتقد أي أساس مبدئي للشكوى من الاختراق الروسي المزعوم، ناهيك عن الانتقام منه بالوسائل العسكرية، حيث إن الحكومة الأمريكية تخترق شبكات الحكومات الأجنبية على نطاق واسع كل يوم".
وأشار غولدسميث إلى أن:
"التجسس بين الحكومات في وقت السلم قديم مثل النظام الدولي، وهو يمارس اليوم على نطاق واسع، وخاصة باستخدام الأدوات والوسائل الإلكترونية، ورأى أن الاختراق الروسي المزعوم قد يسبب ضررا هائلا للأمن القومي، ولكنه لا ينتهك القانون الدولي أو المعايير الدولية".
وتقوم الولايات المتحدة، كما أشارت استراتيجية "الدفاع للأمام"، باختراق أنظمة الحاسوب الحكومية الأجنبية على نطاق واسع وبصورة منتظمة.
من هنا يرى بعض الخبراء أن :
"عمليات الاختراق الإلكتروني الأخيرة يمكن أن تكون ببساطة حالة تجسس من حكومة تحاول فهم ما يفعله خصمها".
وكانت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي في بداية عهد ترامب قد أشارت صراحة إلى أن الصين وروسيا تسعيان إلى تحدي قوة ونفوذ ومصالح الولايات المتحدة.
ويعتقد على نطاق واسع أن عملية الاختراق الأخيرة من أكثر العمليات ضررا خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من عدم اتضاح حجم الخسائر أو أهمية المعلومات التي ربما يكون تم الاطلاع عليها أو نسخها أو إفسادها.