شهدت محافظة الأنبار خلال الساعات الماضية تطورات أمنية جديدة تمثلت بشن تنظيم "داعش" هجوما واسعا على ناحية البغدادي غربي المحافظة، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل ثمانية انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا التسلل الى قاعدة عين الأسد في ناحية حديثة غربي المحافظة بعد تعرضها لقصف شديد بالهاونات.
عن هذا الموضوع كان في ضيافة إذاعتنا الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي والذي علق بدوره قائلا:
لابد في البداية من أن نوصف الحالة في الأنبار قبل البدأ في تحليل خطط ونوايا تنظيم داعش، التنظيم الاَن يمارس التعرض بأسلوب الموجات الهجومية، وهذا الأمر يتطلب تعبئة من قبل التنظيم في مناطق يفترض بأنها منظورة من التحالف الدولي، ويفترض أن تكون هناك ضربات إجهاضية من قبل طائرات التحالف لأي تجمعات إرهابية تشكل خطرا او تهديدا للقطعات البرية وهذا مالم يحصل، يضاف الى ذلك أن مثل تلك الموجات الهجومية يتطلب من القوات الموجودة في خط الصد أن تكون على مستوى عالي من الجهوزية والتدريب فضلا عن تأمين الجهود الساندة وهذا الأمر أيضا غير موجود. وعلى هذا الأساس فأن من يتحمل المسؤولية عن هذا الهجوم كل من قوات التحالف الدولي ووزارة الدفاع العراقية.
وعن موضوع طيران الجيش ومدى فعاليته في المعارك الدائرة هناك اجاب الشريفي أن الطيران العراقي قد تم تحييده في هذه المنطقة من قبل القوات الأمريكية، وإلزام التنسيق المشترك يحد من مرونة العمليات، وهذه العمليات التي تجري في الأنبار جاءت متزامنة مع صدور القرار الدولي الجديد الذي يعطي الرئيس الأمريكي الحق في توسيع العمليات، لذا فأن هذا الهجوم هو رغبة من الولايات المتحدة في خلط الأوراق وخلق أزمة في الأنبار لغرض دخول قوات أمريكية برية.
وعن مسألة العوائل المحاصرة في الأنبار يقول الشريفي أن هذا الإبطاء في تسليح المنطقة ربما كان بسبب متعمد لكي تخلق أزمة إنسانية وأمنية، وأنذاك تكون الذريعة جاهزة لطلب الولايات المتحدة التدخل بريا في هذه المنطقة، فهنالك رغبة جامحة لدى القوات الأمريكية في أن توجد قوات برية لها في قاعدة (عين الأسد) كونها أهم وأخطر قاعدة في العراق إن لم نقل في المنطقة، كونها تحتوي على بنى تحتية عالية جدا وموقع ستراتيجي وقدرة قتالية كبيرة وفيها قاعدة إطلاق صواريخ باليستية ومهابط للطائرات بكافة أنواعها.
ويضيف الشريفي أن الولايات المتحدة أخفت ولربما متعمدة النشاط المتنامي للتنظيم الذي شكل خطر وأستخدم إسلوب الموجات البشرية إضافة إلى أن الإدارة في المنطقة لم تكن موفقة، فهنالك طلبات من العشائر وصلت حد الصراخ بضرورة التسليح، فالإبطاء بالتسليح وعدم الإرتقاء بجهوزية القوات العسكرية هناك عليها الكثير من علامات الإستفهام، وهذه كله يصب في رغبة الولايات المتحدة بإيجاد الذرائع من أجل التدخل البري.
وعن ما حققه داعش إستراتيجيا من هذين الهجومين يقول الشريفي أن تنظيم داعش أدرك الرغبة في حسم ملف التنظيم في العراق لاسيما بعد أن أدى الدور الوظيفي لذلك هم يقومون بعمليات إنتحارية خشية أن يدخلوا في مناطق القتل، وبات يدرك أن الصراع بات صراع وجود لذلك هو يقاتل بشراسة أكبر مما كان عليه في السابق، وفي العموم فأن التنظيم يعاني من أزمة كبيرة جدا على المستويين البشري والتسليحي، إضافة الى افتقاده للكثير من الحواضن.