ومع إحكام التنظيم سيطرته على سواحل الدولة الليبية، كما في مدينة سرت، بات خطره علي أعتاب الدول الأوربية، التي لازالت تتغاضى عن التعامل بشكل جدي مع التهديدات الخطيرة التي تشكلها التنظيمات الإرهابية.
ومع إعلان التنظيم الإرهابي ساعة الصفر "لغزو القارة العجوز"، ومع عرض مركز "سايت"، المتخصص في رصد نشاط المتطرفين، صوراً التقطت على خلفية مبنى "الكولوسيوم"، وهو أقدم وأشهر مبني أثري يقع وسط العاصمة الإيطالية روما، ومناطق أخرى فيها، تظهر لافتات عليها شعارات خاصة بتنظيم داعش الإرهابي، أصيبت الدول الأوربية بالذعر.
ذلك الأمر دفع دول الاتحاد الأوربي لإقرار خطة أمنية لملاحقة الشبكات التي ترسل الآلاف المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، وكذلك لقطع الطريق على العناصر المتطرفة من الانتقال لأوروبا.
ويخشي المجتمع الغربي من الغزو "الداعشي" لبلادهم، الذي يمكن أن يتسبب في نقل مراكزه الإرهابية للداخل الأوربي.
وتعجز الحكومة الليبية والجيش في التعامل مع تلك العناصر الإرهابية، التي فاق عددها 50 ألف عنصر، وفي ظل استيطان الإرهابيين للدولة الليبية، تبقي الحكومة وقواتها الأمنية مقيدة، نتيجة حظر التسليح المفروض من قبل مجلس الأمن على الجيش الليبي، بذريعة عدم اتضاح هويته.
وفي المقابل يحصل تنظيم "داعش" على دعم لوجيستي وقدرات عسكرية فائقة تقوي شوكته داخل دول المنطقة، تمثلت في تنفيذ عناصر التنظيم لعمليات إرهابية استهدفت دول أوربية، كهجوم "ِشارلي إيبدو" في فرنسا، والعملية الإرهابية التي استهدفت مركزاً للمعارض في مدينة "غارلاند" في ولاية تكساس الأميركية.
ويؤكد هذا، وبما لا يدع مجال للشك، فشل الاستراتيجية الأمريكية وحلفائها الأوروبيين في التصدي لخطر تنظيم "داعش"، الذي يحلم بتوسيع حدود دولته المزعومة في العواصم الأوربية.
ووفقا لتقرير صادر عن "منظمة العدل والتنمية" المهتمة بدراسات الارهاب الدولي، بات تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، نقطة تمركز لكافة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا.
وفي ظل حالة التواطئ والتراخي من قبل الدول الغربية وحلف الناتو، الذي بدأ "يسيل لعابه" بخصوص النفط الليبي وثروات البلد ومقدراته الطبيعية، تركت الأمور تتأزم في البلاد، كي تكون هناك ذريعة لتدخل عسكري في البلاد.
خلاصة القول، أن التراخي والتواطئ الغربي بحق التنظيمات الإرهابية المتطرفة، قد يكون حجة لتدمير ثقافات وحضارات شعوب المنطقة وطمس هوية تلك الدول، التي طالما نادت بالعيش السلمي.
فهل يتحرك الغرب لدحر التنظيمات الإرهابية، أم سيظل متراخي ومتواطئ في مواجهة العناصر الإرهابية في ليبيا خاصة، والمنطقة بشكل عام؟.