رئيس القضاة الشرعيين في الأردن، أحمد هليل، تقدم باستقالته من جميع مناصبه الرسمية، يوم الأحد، بعد يومين فقط من إلقائه خطبة صلاة الجمعة، أثار فيها حفيظة الشارع الأردني، لما تضمنته من مطالبات وصفها البعض بـ"المذلة"، لحكام وملوك الخليج بدعم الأردن مالياً.
وقال هليل في خطبته، "أخاطب بصفتي إماما للأمة وعالما من علمائها، قادة الخليج وحكام الخليج، وأخاطب حكماء الخليج وملوكه وضيوفه وأمرائه، ونحن نقدر لهم مواقفهم التي وقفوا بها مع إخوان لهم على مر الأيام نقول لهم بكل تقدير واحترام، يا إخواننا ويا أهلنا ويا أولي الأمر في هذه الأمة، بلغ السيل الزبى. حذار ثم حذار أن يضعف الأردن أو يتأذى أو أن يحاط بالأردن والأمور أخطر من أن توصف."
وتساءل الشيخ هليل، موجهاً كلامه لملوك دول الخليج وحكامها: "أين عونكم؟ أين هي أياديكم البيضاء؟ أين هي أموالكم؟ أين هي ثرواتكم؟ ألا نعتبر فيما يجري في سوريا والعراق واليمن والآن في البحرين والله أعلم ماذا يراد بنا وبهم."
وأثارت خطبة هليل، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت الانتقادات بين الساخطة والمطالبة باستقالته، وبين المتندرة دون أن تخلو تعليقات نشطاء من "السخرية" من مضامين الخطبة التي شكلت "صدمة ومفاجأة" لدى قطاعات واسعة من الأردنيين، بينما رأى مراقبون أن الخطبة هي "تحذير" شديد اللهجة من تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد، ورسالة إلى دول الخليج بضرورة التحرك لدعم المملكة ماليا.
ولد الشيخ أحمد هليل، في بلدة ناعور، جنوبي عمّان، عام 1948، وتدرج من واعظ وخطيب في مساجد العاصمة، حتى وصل إلى منصب إمام الحضرة الهاشمية، قاضي القضاة. وأنهى في عام 1972، الدراسة الجامعية الأولى من "الجامعة الإسلامية" بالمدينة المنورة، قبل أن يلتحق بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة الأزهر، بالقاهرة، وتخرج حاصلا على درجة الماجستير، عام 1978، ثم الدكتوراة من نفس الجامعة.
وعيّن هليل في عام 1972، بوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية واعظا وخطيبا في مساجد عمّان، وتدرج في مناصب رئيس قسم التعليم بالوزارة، ورئيس قسم التأهيل والتدريب، ورئيس قسم الوعظ، حتى وصل إلى منصب مدير الوعظ والإرشاد في "الأوقاف" مدة تزيد عن عشر سنوات.
وكان هليل أول من يشغل منصب مدير لمركز تأهيل الوعاظ والأئمة في وزارة الأوقاف، ومن ثم مساعدا للأمين العام للوزارة في الأعوام بين 1988-1994، ولكنه منذ عام 1979 عمل في الديوان الملكي، إماما للحضرة الهاشمية إضافة إلى عمله في وزارة الأوقاف، قبل أن يتفرغ في نهاية عام 1994، للعمل في الديوان الملكي إماما للحضرة الهاشمية. وفي عام 2006 عيّن هليل قاضيا للقضاة.