ويقول ممثل المكتب السياسي لحركة "طالبان" في قطر، سهيل شاهين، إن الحكومة الأفغانية الجديدة "ستضم أولئك الذين لم يكونوا أعضاء في الحركة، وستكون حكومة إسلامية أفغانية منفتحة" على حد تعبيره، إلا أن الكثير من المراقبين يرون أنها خطوات تكتيكية تهدف إلى عبور المرحلة الحالية، دون مواجهة مع الجتمع الدولي، لحين استقرار الحكم للحركة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال الباحث السوري المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية د. حسام شعيب من دمشق:
"عودة طالبان تعني عودة الإرهاب بالأيديولوجية الدينية واستقطاب جديد لكل الجهاديين في العالم، وسيتم الإعلان عن منظمات جديدة ستولد من رحم طالبان لتنطلق إلى دول الجوار، وستسهم تركيا في هذا المشهد عبر نقل مقاتلين إلى أفغانستان بطلب أمريكي، لخلق المشكلات لدول المنطقة، وستلعب هذا الدور للحفاظ على الحزب الإسلامي الحاكم في تركيا، وعلى أردوغان" .
وأكد الباحث أن: "واشنطن عادت في استراتيجيتها هذه إلى الاعتماد على الإسلام السياسي انطلاقا من مركز العالم في أفغانستان، بعد فشل مشروعها في في سوريا والعراق بمساعدة الدول الصديقة، وستحاول الولايات المتحدة الآن الثأر من هذه الأطراف من الحديقة الخلفية عبر تغذية العواصف الإسلامية في الصين عن طريق الإيجور لاشغالها عن مشاريعها التنموية، وأيضا عبر إشغال روسيا بالاسلام السياسي المنطلق من جمهوريات وسط آسيا".
وحذر خبير مكافحة الإرهاب الدولي زكريا سالم من أن "تدخل أطراف كثيرة في أفغانستان سيحول المنطقة إلى بؤرة لتجارة السلاح بين الأمريكيين والصينيين لصالح الأطراف المتنازعة" مؤكدا أن "الخطاب البرجماتي لطالبان كسائر حركات الإسلام السياسي لن يمتد طويلا حيث يعتبرون الآخر كافرا"
وتوقع الخبير أن: "تقدم قطر المال للحركة، وتدعمها تركيا بالمرتزقة، وهو ما يدفع بأردوغان إلى التمسك بالسيطرة على المطار للتحكم في تدفق المرتزقة إلى دول الجوار وأوروبا"
وأوضح الباحث أن "المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية وواشنطن كانت تدور حول إشراك الحركة في الحكم، عبر الطرق التقليدية، لكن الانهيار المتسارع للأمن، وسيطرة طالبان بهذه الطريقة سيعيد المنطقة للفوضى، وربما ارادت واشنطن هذا لإشغال الصين وروسيا وحتى الاتحاد الأوروبي، وهناك خشية من أن تعود هذه المنطقة لتكون بؤرة للإرهاب العالمي"
إعداد وتقديم: جيهان لطفي