لكن يبدو أن الوساطة لم تنجح حيث جاء قرار قطع العلاقات سريعاً دون التمهيد له.. حيث قال أنور عشقي رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، إن قطر هي من بدأت في تصعيد الموقف، حينها قامت المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون بقطع العلاقات معها، مستنكراً قيام الأمير تميم بن حمد بالاتصال برئيس الدولة الايرانية حسن روحاني ومطالبته بتعزيز العلاقات بين البلدين.
ووصف عشقي خلال حديثه لبرنامج بين السطور على راديو "سبوتنك" هذا الاتصال بأنه محاولة لتهديد الدول العربية، وأكد عشقي أن هذه القرارات لا عودة فيها وستضع قطر في وضع صعب، خاصة بعد حرمان خطوط الطيران القطرية من المرور في تلك الاجواء ، لافتاً إلي انعكاسات هذه القرارات من انهيار البورصة القطرية وانخفاضها إلي 8% بالإضافة لإلغاء رحلات شركات الطيران مما يؤدي لانهيار هذه الشركات ايضاً.. الكثير من الامور سوف تلقي بتبعاتها علي قطر
وتوقع رئيس مركز أبحاث الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، لجوء قطر لأي من روسيا أو الولايات المتحدة الامريكية، فهذه الدول هم اللذان تستمع إليهما الدول الأخري-وفقاً لتعبيره- بشرط أن تتعهد أي دولة منهم تطلب التوسط بمراقبة التزام قطر بما سيتم الاتفاق عليه.
وهنا يتساءل البعض ما هي المستجدات التي دفعت تلك الدول الاربع لقطع العلاقات مع قطر وحصارها اقتصادياً بتهمة دعم الجماعات الارهابية والتدخل في شئون الدول الداخلية وإقامة علاقات مع دولة ايران والذي يعتبرها معظم دول الخليج التهديد الأكبر لدول الشرق الاوسط.. وماذا عن الموقف الامريكي آخذين في الاعتبار تطور العلاقات الامريكية السعودية الاخيرة في قمة الرياض..كل هذه الاسئلة وغيرها نتابعها في حلقة اليوم من بين السطور.
إعداد وتقديم: هند الضاوي