أوضح مدير معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية السابق، الدكتورأحمد يوسف لـ"سبوتنيك"، الإثنين، 14 نوفمبر2016، أن الخلافات بين السعودية ومصر، قد وصلت إلى درجة لم نكن نتمنى أن تبلغها، فعلى سبيل المثال، ماقامت به السعودية مؤخرا من اتخاذ قرار وقف إمداد مصر بالنفط، على الرغم من علمها بحاجة مصر إلى تلك الشحنات النفطية، بالتسهيلات التي تضمنتها الاتفاقية المبرمة بين مصر وشركة "أرامكو" السعودية، مما أثر سلبا على الحياة اليومية الداخلية في مصر، ودفع البعض إلى أن يتذكر موقف السعودية في حرب 73 في أسى بالغ، ويعتقد أن السعودية التي استخدمت قديما البترول سلاحا ضد الولايات المتحدة الأمريكية، دعما لمصر في حربها ضد إسرائيل، تستعمل اليوم نفس السلاح ضد مصر، مما أوصل الأمور إلى درجة تستدعي بدء الحوار بين الطرفين، وهنا يظهر دور الوسيط والذي تمثله دول علاقتها بمصر طيبة جدا، وهي الإمارات والكويت والبحرين، لرأب الصدع، حيث أن هذا الأمر يصب في مصلحة مصر والخليج ككل، فالظروف الحالية لا تسمح بأن يستمتع طرف من الطرفين برفاهية الخلاف مع الآخر.
وأردف يوسف، أن مصر دولة رئيسية في المنطقة على الرغم من الأزمة الاقتصادية العاتية التي تمر بها، فهي تمثل القوة العسكرية الأولى وبفارق كبير في المنطقة العربية التي تشهد تحديات، وتهديدات حقيقية، ولذا فالحفاظ على الثقل المصري إلى جانب الأمن العربي هو مسألة شديدة الأهمية، كما أن الدعم الاقتصادي الخليجي هام جدا للطرف المصري، وهذا ما يدفعنا إلى التفاؤل نسبيا بأن هناك حالة من حالات الاعتماد المتبادل بين مصر والخليج، فمصر تحتاج إلى الخليج اقتصاديا، والخليج مصر تمثل له رقما عسكريا بالغ الأهمية.
أما بالنسبة لعملية حلحلة الخلاف أو رأب الصدع بين الطرفين، قال يوسف: " هذه العملية لن تتم إلا من خلال التمييز بين المصالح المشتركة التي تجمع كل تلك الأطراف، وبين المصالح الوطنية الخاصة بكل دولة على حدى، والتي تشكل نوعا من التغاير بين سياسات الدول".
إعداد وتقديم: دارين مصطفى