أوضح الباحث في الشأن الأمريكي،"عاطف سعداوي"، لــ"سبوتنيك"، أن احتفاظ ترامب برؤية مختلفة ونافذة ناحية السياسات الروسية، مخالفة لسياسات سابقيه من الرؤساء الأمريكان، يعود لانبهاره بشخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جاء ذلك خلال حواره في حلقة السبت من برنامج" بوضوح"، المذاع عبر أثير "سبوتنيك"، حيث أضاف "سعداوي" أن اعتبار ترامب لـبوتين، كمثال يُحتذى به، منبعه انبهاره من الأساس بالزعماء الأقوياء، فانعكس ذلك بشكل إيجابي على العلاقات الروسية الأمريكية، في مشهدين رئيسيين، حين صرح ترامب، في أحدهما برغبته في توطيد العلاقات الأمريكية الروسية، والتي تحدث عنها في أكثر من محفل، أثناء حملته الانتخابية، ويتضح أثر ذلك جليا أيضا، في مشهد اختياره لوزير خارجيته، "ريكس تيلرسون"، مما يبرهن بشكل قاطع، على اهتمامه بملف العلاقات الروسية ورغبته في تحسينها.
وفيما يخص اختيار ترامب لـ"تيلرسون" كوزير خارجية جديد يمثل الولايات المتحدة في فترة ولاية ترامب، قال لخبير بالشأن الأمريكي: "هذا الاختيار، قد خالف فيه ترامب، أعضاء الحزب الجمهوري داخل مجلسي النواب والشيوخ الذين عارضوه في تنصيب "تيلرسون"، نظرا لتوجهاته المتعلقة بضرورة رفع العقوبات الدولية عن روسيا، وأن ذلك أمر ينبغي أن يكون على رأس أولويات السياسات الأمريكية الخارجية".
وعن الأثر الذي سيتركه تحسن العلاقات الأمريكية الروسية على دول الشرق الأوسط، قال"سعداوي": "سينعكس هذا بشكل إيجابي، لاسيما على الملف السوري، الذي تحتفظ فيه روسيا بالنصيب الأكبر في السيطرة عليه، خاصة وأن الرؤى المشتركة بين بوتين وترامب في توحد الهدف وهو محاربة الإرهاب المتمثل في "داعش"، والتنظيمات المتطرفة الأخرى، سيولد تعاونا بين روسيا وأمريكا، مما سيضفي نوعا من الجدّية على ضربات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الإرهاب، ستختلف بشكل كبير عن تلك التي كان يتسم بها الأداء الأمريكي في فترة أوباما".
وأردف سعداوي، كما أن التقارب الروسي الأمريكي المنتظر، سيحسم أمورا كثيرة في الملف الليبي، والذي سيتأثر بقوة، نظرا لأن أطراف الصراع الليبي، وعلى رأسهم المشير "حفتر"، يؤمنون بالدور الروسي وتأثيره في المنطقة، ويتضح ذلك جليا خلال زيارة حفتر الأخيرة لـموسكو في الأسابيع القليلة الماضية.
إعداد وتقديم: دارين مصطفى