وأوضح الأشعل، "أن ظهور ترامب على الساحة السياسية، عاصر استعداد ألمانيا أن تكون دولة عظمى ورئيسية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أن المزاج الألماني لا يتفق مع طريقة ترامب الشعبوية، وأضاف،" إلى جانب تنافر الشخصيات ما بين ميركل وترامب، فجزء من الأسباب الداعية إلى الخلافات ما بين البلدين، شخصي وجزء منها يعود إلى سياسة ألمانيا المستقرة، والمتطورة في سياق تصفية المشاكل والبعد عن مصادر النزاعات، وهو ما يتعارض مع الخلفية المادية لترامب التي تريد أن تغرّم ألمانيا ثمن الدفاع عن نفسها".
وعن تأثير هذا الخلاف على منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة مناطق تأجج الصراع، قال الأشعل،"هذا الخلاف لن يكون مؤثرا على الوضع في الشرق الأوسط بدرجة كبيرة، فألمانيا لاتتمتع بثقل كبير في الملفات المشتعلة في الشرق الأوسط، وهي لا تمثل عائقا أمام السياسات الأمريكية الجديدة، لاعتقاد ألمانيا الراسخ بأن تلك السياسات، ستؤدي إلى كوارث في المنطقة".
وعن سؤال حول تبني ألمانيا بوادر سياسة جديدة مخالفة للولايات المتحدة في توجهاتها؟ أم أن الخلافات الحالية هي حسابات انتخابية من جانب ميركل؟ أجاب أستاذ السياسة الدولية، "هناك اتفاق بين ميركل ومنافسها على العمل في سياق أن تكون ألمانيا دولة عظمى، وأن مقومات الدولة العظمى لديها أصبحت متوفرة، وأنها بدأت تعرب عن ذلك، حيث أن ظروف وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وسياساته وتصريحاته، والاتجاه الذي يسير فيه، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والبيئة، وتجاهله للحلول السلمية وتفضيله للحلول العسكرية والعنيفة وتفضيله لمصلحة الولايات المتحدة على حساب الآخرين هو ما دفع ألمانيا أن تعبر بقولها "أوروبا في مواجهة الولايات المتحدة"، على الأقل من الناحية الأخلاقية".
إعداد وتقديم: دارين مصطفى