وأضاف خلال حواره، أن موقف الولايات المتحدة من الأزمة غير مفهوم على الإطلاق، "بتصريحاتها التي تخدم طرفي الأزمة بذات القدر"، وأن جولة "تيلرسون"، في الخليج كانت "لاستهلاك الوقت والظهور بمظهر المتابع لقضايا المنطقة لا أكثر".
وأوضح، أن انشغال الإدارة الأمريكية بقضايا أخرى، كـ"سوريا"، و"العراق"، وما بعد "داعش"، يجعلها تؤجل الانخراط في مثل هذه الأمور إلى مرحلة قادمة.
ووصف "عكاشة"، مذكرة التفاهم الموقعة بين "الدوحة"، و"واشنطن" خلال جولة "تيلرسون" الخليجية الأخيرة، بأنها "إعادة إنتاج لما هو قائم بالفعل"، في إشارة إلى الاتفاق المتكامل الذي تم خلال قمة الرياض برعاية "ترامب"، والتي وُضعت فيها أسس محاربة الإرهاب، ومحاصرة الدول الممولة له بشكل موسع.
وأضاف،" مايحدث لايمكن النظر إليه إلا على أنه مجرد إجراءات إعلامية، لا تمتّ للخطوات السياسية الواقعية على الأرض بصلة".
وتوضيحا للرؤية المصرية حيال الأزمة، قال مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن مصر تسعى منذ بداية الأزمة إلى تقديم قطر للمحاسبة الدولية، وإلى استصدار قرارات عقابية حقيقية من المجتمع الدولي، عقب التحقق من الاتهامات المصرية الموثقة، و المقدمة منها ومن العديد من الدول المتضررة جراء التدخل القطري السافر، في شؤونها الداخلية، عن طريق دعم الإرهاب، وإيواء عناصره، و التي كان آخرها" الإعلان الليبي الصادر عن قيادة القوات المسلحة الليبية، والمؤكد على انخراط" قطر"، بشكل فاعل في تمويل النشاط الإرهابي المسلح داخل "ليبيا".
من جانبه، عبر الكاتب والإعلامي القطري" حسن حمد"، عن رؤيته لزيارة"تيلرسون"، للخليج قائلا" إن الزيارة ترجمت الضغط الأمريكي الذي يقابله تعنت الدول الأربع".
وأوضح الإعلامي القطري، أن "تعنت دول المقاطعة، يرجع إلى انتظارها إشارة الضوء الأخضر من "ترامب"، للمضي قدما، في إجراءاتها ضد "قطر"، لكن السياسة الأمريكية للدولة العميقة، أثبتت بزيارة" تيلرسون"، أنها لن تترك المنطقة لمهاترات" ترامب"- بحسب تعبيره-".
وأردف أن هذا هو مكمن الصراع الدائر حاليا بين" ترامب"، والبيت الأبيض، وباقي مؤسسات الدولة الأمريكية.
أما على صعيد دول المقاطعة، فقال" حمد"، إن الحرج السعودي يتضح جليا، في رغبتها التنازل عن بعض الأمور، رغبة من "الرياض"، في تهدئة الأمور، ولكن هذا الحرج يقابله تعنت واضح من جانب"أبو ظبي"، التي تخرج التصريحات تباعا من مسؤوليها ضد الدولة القطرية.
ويرى الكاتب القطري، أن الحل الوحيد للأزمة، هو الجلوس على طاولة الحوار بين أطرافها، وهو ماقام "تيلرسون"، بنقله إلى الدول الأربع، ولكن التعنت من قبل تلك الدول لازال هو المسيطر على الوضع الحالي في منطقة الخليج.
وعن مذكرة التفاهم الموقعة بين "الدوحة"، و"واشنطن"، في إطار مكافحة الإرهاب خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة إلى "قطر"، قال "حمد"، إن هذه المذكرة هي إثبات لحسن النية القطرية الواضح منذ بداية الأزمة، وإثبات للسعي القطري تجاه الحل، والتوافق بين الأشقاء، كما أنها ترجمة واضحة لما جاء في قمة" الرياض" الأخيرة، و هي أيضا، درء لتهم دعم الإرهاب التي توجهها دول الحصار إلى "قطر".
واختتم الإعلامي القطري حديثه قائلا،" مر أربعون يوما على بداية مقاطعة الدول الأربع لـ"قطر"، ولم يُقدم دليل واحد، لإدانة "قطر"، من قبل دول الحصار، أو إثبات تورط"قطر"، بدعم الإرهاب كما تدعي الدول المقاطعة".
إعداد وتقديم: دارين مصطفى