وقوفا على آخر تطورات العملية العسكرية لتحرير كامل منطقة القلمون الغربي من احتلال تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي انطلقت في الـ18 من أغسطس/آب الجاري، ولمعرفة المزيد من تفاصيل المفاوضات بين حزب الله"، و"داعش"، و التي لم يعلن عنها بعد، دارت محاور حلقة "بوضوح"، التي قال فيها الباحث العسكري السوري، د.حسن حسن، " إن المعركة فيما يتعلق بـ"داعش"، أصبحت ملامحها النهائية واضحة، لكن هذا لا يعني على الإطلاق نهاية الحرب على سوريا".
وأوضح الباحث العسكري، أن عناصر "داعش" المرتدين الآن جلباباً، قصيراً، وعصابة سوداء، قادرون على ارتداء زيّ آخر يتبنى نفس الفكر الإرهابي المتطرف، "المدعوم من قبل القوى الدولية والإقليمية، المسؤولة عن قيام الحرب على سوريا، بشكل خاص وعلى المنطقة العربية بشكل عام، وعلى كل من يرفض أن يذعن لأوامر الإدارة الأمريكية بشكل نهائي".
وعن الدافع الحقيقي وراء رضوخ "داعش"، أمام شروط "حزب الله"، قال حسن، "قبول" داعش" بالإذعان والقبول بالخروج من المناطق التي ينتشر بها، هو أمر غير مسبوق في العمليات العسكرية الدولية، وهي نقطة تحسب لصالح حزب الله، وللجيش العربي السوري، وللجيش اللبناني، معاً في آن واحد".
وتابع، كما أن، فقدان الأمل، والتآكل في إرادة القتال، وانهيار الروح المعنوية القتالية، واليقين بعدم القدرة على استقدام أي تعزيزات أو دعم، كلها عوامل كانت وراء تهيئة البيئة، والمناخ المطلوبين كي تكون دوافع حقيقية، وراء إذعان "داعش" في القلمون.
أما عن تفاصيل المفاوضات بين "داعش" وحزب الله، فيرى الباحث، أنها لازالت في سياق التسريبات حتى الآن، ولكن معطيات الواقع تجمِل العديد من النقاط، أولاها، أن "بدء كلا المعركتين على كلا الجانبين السوري واللبناني في وقت واحد، والإعلان عن ذلك، وتوقف القتال في كلا الجانبين أيضا، والإعلان عنه في وقت واحد، هو دلالة التنسيق بين الجيش السوري واللبناني وحزب الله.
وأضاف، من مصلحة "داعش" الخروج من الحصار المفروض عليه، ومن مصلحة الجيش اللبناني، إضافة صفحة جديدة في سجلات كفاحه يثبت فيها أنه لا يزال جيش كل اللبنانيين القادر على الدفاع عن لبنان، ومن مصلحة حزب الله أن يراكِم هذه الانجازات والانتصارات ويترجم خطب "نصرالله" إلى أفعال في أرض الميدان، ومن مصلحة سوريا تطهير المنطقة الحدودية للخلاص من الإشكاليات التي يوجدها الإرهاب في تلك المناطق كحائل في الانتقال بين الضفتين، كما أن معركة القلمون تمنح الجيش السوري قدرة أكبر لاستثمار قدراته في معارك أخرى.
اما عن استجابة حزب الله والجيش السوري إلى طلب "داعش" بنقل عناصره، إلى الميادين كما نص عليه الاتفاق، فقد قال عنه الخبير، أنه أمر يصب في مصلحة الطرفين، إذ أن حصر العناصر الإرهابية في منطقة واضحة ومكشوفة مثل محافظة دير الزور، يسهل على الجيش السوري مهمته في القضاء عليها باستثمار أسلحته وقوته النارية في مناطق جغرافية خالية من الوعورة، ويصب أيضا في مصلحة التنظيم الإرهابي، الذي يرهقه تشتت قواته، ويرغب في لملمة شتاته للحصول على بعض التعزيزات من خلال التمركز في نقطة واحدة.
واختتم الباحث العسكري بقوله، "لا أستبعد أن تكون المرحلة التالية هي المزيد من الاشتباكات وخلط الأوراق، عن طريق الإدارة الأمريكية، ذات الموقف الضبابي ولهجته الغير مفهومة في المعركة ضد الإرهاب، والتي بدأت بضبط إيقاع "داعش"، وتحولت إلى القضاء على "داعش"، وسط عمليات الإنزال الجوي بطائرات قوات التحالف الدولي، لعائلات قادة وعظماء "داعش" في ريف دير الزور منذ أيام".