في حين، اعتبر "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي ينشط في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ شهور أن تنحي رئيس المجلس الانتقالي العسكري عوض بن عوف، وإقالة نائبه كمال عبد المعروف انتصارًا لـ"الثورة السودانية".
في هذا الصدد، قالت رشا عوض رئيس تحرير صحيفة التغيير الإلكترونية بالسودان: "إن السبب وراء استقالة عوض بن عوف بشكل سريع هى الضغوط الداخلية في الشارع السوداني، فقد كان هناك رفض تام له في أن يتولى الفترة الانتقالية لأنه يمثل النظام القديم وارتبط اسمه بانتهاكات كبيرة في حقوق الإنسان، خاصة وأن البيان الذي جاء به كان يعبر عن استمرار النظام السابق ولكن بدون وجود البشير فقط، مما قوبل برفض تام من قبل القوى السياسية والمعارضة وطالبه الشعب بالتنحي على الفور".
وعلى الصعيد الدولي لم يجد بن عوف ترحيبا بتوليه فترة الحكم الانتقالية ولم يجد اعتراف من أي دولة سواء في الإقليم أو في دول العالم خاصة لإدراجه على لائحة العقوبات الأمريكية لتورطة في جرائم تخص نزاع دارفور.
وأضافت عوض أن البيان الذي تلاه بن عوف لا يوجد فيه أي حديث عن تحول سياسي حقيقي وإنما مجرد مواصلة لنهج النظام القديم، كما قالت إن مطالب السودانيين هي انتقال السلطة لحكومة انتقالية مؤقتة بوجود مجلس عسكري يتسلم السلطة من النظام القديم ويضمن الأمن في البلاد للسلطة.
وأضافت عوض أن تعيين عبد الفتاح البرهان قوبل بترحيب كبير وأجواء من الفرح والإبتهاج في الشارع السوداني في المقابل كان هناك ترحيب حذر في أوساط القوى السياسية، وأضافت أن البرهان لم يرتبط اسمه بالنظام السابق بشكل مباشر ولم يكن له أي انتماء أيدولوجي للإسلاميين و يعتبر من الضباط المهنيين في القوات المسلحة ولكن الأمر يتعلق بمدى استجابته لمطالب المتظاهرين والبرنامج الانتقالي الذي سيطرحه.
فيما له صلة، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني خالد علي العيسرة إن:
"استقالة عوض بن عوف جاءت نتيجة الضغط الشعبي خاصة وأن بعض رموز النظام السابق كانوا يشكلون ملامح اللجنة الأمنية العسكرية التي صدرت بقرار من عمر البشير وهى ذاتها اللجنة التي قررت الإنقلاب على البشير وتشكيل المجلس العسكري الانتقالي الذي ضم عوض بن عوف وكمال عبد المعروف وهما معروفان بانتمائهم للنظام السابق".
وقال إن "سقف المطالب ربما يرتفع عند المتظاهرين لأكثر من ذلك ولن يقف عند استقالة بن عوف وعبد المعروف فقط وإنما جموع المتظاهرين لا تزال تعتصم بأعداد كبيرة تتحرك نحو موقع القيادة العامة للقوات المسلحة لأن ما تم تنفيذه لا يلبي طموحات ومطالب الشعب السوداني المرفوعة وبالتالي سيستمر الاعتصام حتى تتضح ملامح الحكومة الانتقالية القادمة".
وأضاف أن "المجتمع الإقليمي والدولي كان دائما ينظر تحت قدميه، فكان ينظر إلى مصلحة استراتيجية قصيرة الأجل مع النظام السابق".
وتابع "وبالتالي ربما وقعت العديد من المظالم على الشعب السوداني بداية من التغطيات الإعلامية في عدد من المؤسسات والتنظيمات الدولية وحتى الحكومات الغربية لم تكن وفية لنصرة قضايا الحريات والحقوق فكانوا دائما يرفعون شعارات ويصدرون قرارات شكلية في إطار مناصرة القضايا السودانية من زوايا الحقوق ولكن ليس لديهم القوة الكافية لإجبار النظام لتحقيق مصالح الشعب السوداني وعلى الصعيد الإقليمي، فالنظام السوداني كان يخدم الإقليم أكثر من خدمته للشعب السوداني وعلى الصعيد الأوروبي، كان يتعامل النظام السابق مع أوروبا من زوايا أمنية استراتيجية معينة ولبى كل مطالب الخارج متجاهلا مطالب الداخل السوداني.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم: نوران عطاالله