جاء ذلك بعد أيام من استقالة قائد أحد أهم القواعد العسكرية للحرس الثوري في إيران، العميد سعيد محمد، استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية في البلاد.
ومع اقتراب الانتخابات يتقاذف تيار المتشددين وتيارالمعتدلين في إيران الاتهامات بمسؤولية كل طراف عن الوضع الاقتصادي والمعيشي والأداء الدبلوماسي الخارجي، وفي هذا السياق شن سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، هجوماً عنيفاً ضد الرئيس حسن روحاني وحكومته، ودافع في الوقت ذاته عن ترشح العسكريين للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال الدبلوماسي الإيراني السابق سيد هادي أفقهي إن "ملامح خارطة الانتخابات بدأت تتكشف، وبدأ فيها التنافس التقليدي بين التيارين الأصولي والإصلاحي، مع ظهور شخصيات مستقلة منهم السيد محسن رضائي والسيد ضرغامي، معربا عن اعتقاده أن المعسكر الأصولي هو الأكثر حظا في هذه الجولة خاصة مع اخفاقات إدارة روحاني على مستوي التصدي للجائحة وفي الملف النووي وأيضا بعد استشهاد قاسم سليماني"، على حد قوله.
وحول تأثيرات انتخاب إدارة جديدة في إيران، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد غروي، إن "مؤسسة رئاسة الجمهورية تستطيع فعل الكثير في الداخل الإيراني، وهي المؤسسة الإجرائية التي تنفذ هي والحكومة كل قرارات البرلمان، لكن شكل الحكومة يؤثر في الداخل أكثر من الخارج".
وأشار إلى أن "رئيس الجمهورية لا يستطيع تغيير السياسيات الخارجية للجمهورية الإسلامية، وموضوع الاتفاق النووي لا يتغير بتغيير الرئيس، لأن هذا الملف في يد قائد الثورة ومجلس الأمن القومي هو من يتخذ القرار، ورئيس الجمهورية عضو في هذا المجلس والرئاسة هي جهة إجرائية"، بحسب قوله.
وحول التفاعلات الدولية للانتخابات الإيرانية أكد د. عماد الحمروني الكاتب والمحلل السياسي استاذ الجغرافيا السياسية، أن "الانتخابات الإيرانية في ظل وجود التوتر بين طهران وواشنطن من جهة، وبين واشنطن وحلفائها من جهة أخرى والصين وحلفائها من جهة أخرى، ستكون حاسمة في المستقبل الإيراني على المستوي الإقليمي والدولي".
وأشار الحمروني إلى أن "الرئاسة المقبلة ستكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات والذهاب في العلاقات الاستراتيجية مع الصين وروسيا بعيدا ".
إعداد وتقديم : جيهان لطفي