كان المجلس عقد بالفعل هذا الأسبوع جلستين مغلقتين بشكل افتراضي لمناقشة التصعيد الأخير بين فلسطين وإسرائيل، لكن لم تصدر عن المجلس أي قرارات حتى الآن.
في الأثناء، أعلن بيان للكرملين أن روسيا تقود جهودا دبلوماسية من أجل تهدئة الصراع، فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، وأجرى اتصالا مع نظيره المصري سامح شكري، يوم الخميس، أكد خلاله على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل كامل.
يأتي هذا وسط أنباء عن رفض إسرائيل وساطة عدة دول، من بينها مصر، لإعلان هدنة قصيرة المدى مع الفلسطينيين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا، الأربعاء، إلى خفض التصعيد خلال محادثة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الكاتب والمحلل السياسي د. ماك شرقاوي:
"في وجود الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وصاحبة حق الفيتو لن يكون هناك قرار ضد الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ولن ينجح مجلس الأمن في إصدار قرار يسمح بالإدانة، أو بوقف الأعمال، مالم تكن هناك وساطات تشمل الولايات المتحدة حتى يتم التوافق على صيغة تسمح بها الإدارة الأمريكية " مشيرا إلى أن "تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تشير إلى نموذج من الدعم غير المسبوق لإسرائيل، وعليه لا يمكن النقاش مع الجانب الأمريكي في مسألة الوساطة".
وحول مدى قبول السلطة الفلسطينية بالوساطة الدولية قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفي الصواف:
"الوساطات الدولية لم تفلح في تحقيق نوع من التهدئة" مشيرا إلى أن "سبب المواجهة كانت القدس وضرورة رفع الإجراءات الإسرائيلية عن المسجد الأقصى والمصلين وحي الشيخ جراح، وإذا تحقق هذا ستسير الأمور بالشكل المطلوب تجاه التهدئة أما إذا لم يتحقق فإنها مقبلون على مزيد من التصعيد" مؤكدا أن "المقاومة باتت اليوم أكثر إيلاما، وحالة الوحدة بين الفلسطينيين تشير إلى نجاح معنوي على الأقل، ولن يكون ما بعد التصعيد مثلما كان ما قبله".
وتوقع البرلماني الإسرائيلي السابق والمحلل السياسي إيلي نيسان: "تباطؤ وتيرة العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج التي وقعت معها معاهدات سلام على خلفية هذه المواجهات، نتيجة الادعاءات بالمساس بالحرم القدسي" مشيرا إلى أنه "لا يوجد تهديد لمكانة المسجد الأقصى"، وأكد أن هذا التباطؤ "لن يؤثر على المبدأ القائم بتطوير العلاقات بين هذه الدول وإسرائيل، لأن هذه الدول قررت
توقيع المعاهدة بناء على قرار مبدئي لبدء علاقات جديدة وطويلة الأمد مع إسرائيل".
وحول دلالات اشتعال الموقف في غزة بعد أن ظل هادئا لفترة طويلة قال د.على الأحمد عضو اكاديمية الأزمات الجيوسياسية:
"الموقف لابد أن يشتعل طالما أن هناك مظلومية كبيرة بحق الشعب الفلسطيني، لكن التوقيت ربما يكون مرتبطا بالانتخابات الإسرائيلي وبمحاولة الضغط على الرئيس الأمريكي من أجل الاتفاق النووي مع إيران".
وتوقع الأحمد "أن تنجح الوساطة الدولية في التهدئة لأن هناك آراء مختلفة حول شكل المقاومة التي يتعين أن تكون شاملة اقتصاديا وفكريا وعسكريا، ولابد أيضا أن يكون هناك هيمنة للقانون الدولي، كما أنه لا توجد حرب دائمة ولابد أن يكون هناك وقف لإطلاق النار".
يمكنكم متابعة المزيد في الرابط الصوتي للحلقة.
إعداد وتقديم: جيهان لطفي