تركيا تغلق معابرها مع إيران بعد توتر إيراني أذربيجاني على الحدود... ما الذي يحدث في القوقاز؟
إغلاق الحدود التركية الإيرانية بعد توتر إيراني آذري على الحدود... ما الذي يحدث في القوقاز؟
تابعنا عبر
أغلقت تركيا معابرها الحدودية أمام الشاحنات الإيرانية على خلفية التوتر على الحدود الإيرانية الأذربيجانية، مما أدى إلى توقف الحركة التجارية بين الجارتين بشكل كامل.
وقد تصاعد التوتر بين أذربيجان وإيران على الحدود بينهما، وذلك بعد توقيف باكو لشاحنات ايرانية تنقل الوقود إلى المناطق التابعة لأرمينيا في قره باغ.
ووسط هذا التوتر أعلنت إيران عن المناورة العسكرية "فاتحي خيبر" على الحدود مع أذربيجان، وهي الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في وقت اتهمت إيران أذربيجان بإنشاء قاعدة إسرائيلية على حدودها وهو ما نفته باكو.
وقال مراقبون إن المناورة هي استعراض إيراني للقوة على حدود أذربيجان لثنيها عن التعاون مع إسرائيل.
تأتي تلك التطورات في وقت متزامن مع تقارير عسكرية تشير إلى استعدادات أمريكية إسرائيلية لتدمير منشآت في إيران قد تكون مرتبطة بتطوير قنبلة ذرية.
وقد رجحت تلك التقارير انطلاق تلك الضربة من أراضي أذربيجان التي وصفت بأنها منصة مثالية لتوجيهها، لأن إغارة القوات الجوية الإسرائيلية من الدولة اليهودية تبدو صعبة بسبب المسافة الطويلة. كما أن للهجوم من حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج سلبيات كبيرة.
من جانبه قال د. هادي أفقهي، الدبلوماسي الإيراني السابق من طهران، إن
"ما يحدث بين إيران من جانب وتركيا وأذربيجان من جانب آخر هو مؤامرة على إيران، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بالتنافس على مسارات الغاز في هذه المنطقة المهمة إلى أوروبا، والمقصود من هذه المؤامرة التركية الأذربيجانية هو حصار إيران اقتصاديًا لدفعها للتنازل على طاولة المفاوضات النووية".
وأضاف أفقهي أن "أذربيجان تحاول أن تستقوي بالعدو الصهيوني من خلال قواعد عسكرية ودعم عسكري معلن، ظنًا من باكو أن هذا سيوفر لها الأمن في وسط هذه المنطقة كون أذربيجان دولة ضعيفة".
وأشار الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن المناورة العسكرية الإيرانية "فاتح خيبر" كانت رسالة تحذير لإلهام علييف حتى لا يتخذ العدو الصهيوني من أذربيجان خيبر أخرى، وأمام إيران خيارات أخرى كثيرة ليس أقلها الدبلوماسية.
أما محمد المذحجي، المتخصص بالشأن الإيراني من لندن، فيقول إن
"مسألة ضرب منشآت نووية إيرانية أمر مستبعد من وجهة نظري، وهذا الأمر يروج له إيرانيًا لأهداف تفاوضية"، مشيرا إلى أن "أمريكا لو كانت ستضرب إيران ومنشآتها النووية لضربتها في عهد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي".
وأضاف المذحجي أن "التوتر على الحدود متعلق برغبة إيران في عمل ممر استراتيجي باتجاه البحر الأسود منافس لممر تركي آخر، يهدف ليكون نقطة تجميع للتجارة مع أوروبا".
وأشار المذحجي إلى أن هذه الخلافات المتعلقة بأمور أخرى "توظفها إيران بشكل جيد لتدفع حلفاء إقليميين لها للحديث عن ضرب إسرائيل لمنشآتها النووية التي هي بعيدة تمامًا عما يحدث، مضيفًا ان الوجود الإسرائيلي في أذربيجان قائم منذ ثلاثين عامًا، فلم الحديث عنه الآن؟".
وقد أشار د. بشير عبد الفتاح، المتخصص بالشأن التركي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن
"تهديد إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية أمر لا يمكن أن نستبعده، مشيرًا إلى أن تركيا لا ترغب في خسارة أذربيجان ولا إيران مما يرجح تجاوز هذا التوتر من خلال روسيا".
المزيد من التفاصيل في حلقة اليوم من برنامج "بوضوح".
