هل يفتح خطاب العرش المغربي بابا للتهدئة مع الجزائر؟

مع ترقب مضمون خطاب الملك محمد السادس، السبت، بمناسبة "عيد المسيرة الخضراء"، يتنامى القلق الإقليمي من التطورات الجارية بين المغرب والجزائر، وسط توقعات بأن يتضمن الخطاب ردا على الاتهامات الجزائرية للرباط.

توقيت الخطاب الذي يتزامن مع ذكرى مسيرة 350 ألف مغربي نحو الصحراء الغربية، عندما كانت المنطقة تحت الاستعمار الإسباني، يستلزم التطرق إلى صلب الخلاف الرئيسي بين البلدين حول قضية الصحراء، والذي تطور إلى خلافات ثانوية أدت إلى إجراءات متبادلة بين البلدين من حظر الطيران، ووقف تصدير الغاز، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والتهديدات بردود عسكرية على الأعمال الاستفزازية، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين بأعمال التخريب والتهديد والقتل، وبتهيئة الأجواء للحرب.

وفي خضم هذا التصعيد، أصدر مجلس الأمن قرارا بتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة "مينوسور" لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وهو ما انتقدته الجزائر واعتبرته نهجا "غير متوازن" مطالبة بحصر مهام البعثة في "تسوية النزاع".

وبينما يلتزم الاتحاد الأوروبي الصمت حيال ما يجري على أبوابه الجنوبية، بادر الأمين العام للأمم المتحدة بدعوة الطرفين للحوار، مطالبة الجميع بانتظار بدء مهمة عمل المبعوث الأممي الخاص بقضية الصحراء ستيفان دي ميستورا عمله الميداني.  

وفي حديثه لـ"سبوتنيك" توقع الخبير الأمني المغربي، العميد محمد أكضيض، "ألا يذهب خطاب العرش إلى التصعيد مع الجزائر، خاصة أنه في الخطاب الأخير مد يده للجزائر وشدد على التوأمة بين البلدين، رغم تهديدات الجزائر باللجوء للحرب". 

وأكد الخبير أن "قرار مجلس الأمن بشأن إشراف بعثة مينوسور على استفتاء الصحراء يصب في صالح القضية الوطنية للمغرب"، مشيرا إلى أن "انسحاب الجزائر من المائدة المستديرة، وانسحاب بوليساريو من وقف اطلاق النار يظهران أن التصعيد هو من جانب واحد".    

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الجزائري، نور الدين ختال "الخلاف بين الجزائر والمغرب، أكبر من أن يتم تهدئة بخطاب ملكي، بعد دعم المغرب لجماعات مصنفة إرهابية في الجزائر، وبعد الإعلان عن عملية اختراق قام بها المغرب ضد الجزائر في قضية بيجاسوس، وأيضا قضية مقتل  3 رعايا جزائريين على الحدود بين الجزائر وموريتانيا". 

وتوقع الكاتب "فشل مهمة المبعوث الخاص لقضية الصحراء، ستيفان دي ميستورا،  مثل سابقيه لأن القضية قائمة على تصفية الاستعمار وإجراء الاستفتاء، وهذه المهمة يعرقلها المغرب ولابد من جرأة لدى الأمم المتحدة من أجل إجبار المغرب على الاستفتاء لأن هذا هو لب القضية الصحراوية" . 

إلى ذلك، أكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية د. مختار غباشي، إن "التعاطي مع قضية الصحراء بعيدا عن الأمم المتحدة أمر مستحيل، خاصة بعد غل يد الجامعة العربية عن هذا الصراع، إلا أن هذا التدخل أحيانا لا يتوافق مع رغبات المغرب والجزائر".

وأكد أن "تأجيج خلاف جديد بين الجزائر والمغرب يمثل إضافة إلى الخلافات العربية، والتي يمكن أن تودي بمنظومة الأمن القومي العربي، والمطلوب الآن تدخل على مستوى قمم عربية لبحث هذه الخلافات بعيدا عن التدخلات الدولية والاقليمية، التي أفسدت هذه المنظومة ولم تصلح شيئا فيها".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي