وخلص العلماء المشاركون في دراسة أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالوباء أقل عرضة للإصابة به مجددا بنسبة 83 في المئة مقارنة مع الأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض على الإطلاق.
لكن الخبراء يحذرون من أن بعض الناس يصابون فعلا بالوباء مرة أخرى ويمكن أن ينقلوا العدوى لآخرين.
في هذا الصدد، قال اختصاصي الرعاية المركزة والحالات الحرجة د. عمرو عزب إنه:
"حتى الآن لا يوجد حقيقة علمية مثبتة بأن المريض يستطيع أن يكتسب مناعة لفترة زمنية معينة، فقد تختلف من شخص لأخر، ففيروس كورونا مثله مثل الإنفلونزا الموسمية أو خلافه في خلال الأسابيع الأولى من الإصابة يتم إنتاج أجسام مضادة لمكافحة الفيروس ولكن قد تعتمد استمراريتها حسب الحالات التي لم يكن لديها أعراض نهائياً مقارنةً بالحالات المتوسطة أو الخطيرة أو الحرجة".
وتابع قوله: "إن المعلومات حتى الآن بشأن فيروس كورونا وتحصين مصابيه بمناعة قد تستمر لأشهر قليلة جداً، ولكن من المعروف أن الذين أصيبوا بفيروس كورونا عرضة للإصابة مرةً أخرى بـ"كوفيد- 19".
وأضاف أن "الاختلاف الملحوظ بين الموجة الأولى و الثانية من فيروس كورونا هو أن معظم الحالات الحرجة في الموجة الأولى كانت تتحسن حالاتهم بشكل ملحوظ بعد الخروج من الرعاية المركزة أو المستشفى ولكن الموجة الثانية قد تبدو الحالات المصابة فيها أكثر صعوبة، فـ"كوفيد- 19" في الموجة الثانية لا يفرق بين الأشخاص أصحاب الأمراض المزمنة والأشخاص الأصحاء من حيث شدة الإصابة أو الآثار الجانبية له.
وقال عزب إنه خلال الفترة الأولى بعد التعافي من فيروس كورونا قد تستمر بعض الأعراض التي بدأت مع الإصابة، مثل اللهاف أو ضيق التنفس وقد تستمر لمدة شهر أو اثنين أو ثلاثة أشهر، وبعض الحالات تصل لعدم القدرة على بذل المجهود لفترة أسبوعين بعد التعافي، أما بالنسبة للرئة فقد تحدث بعض التليفات قد يتركها الفيروس على الرئتين ولكن مع الوقت قد تستعيد الرئة بنائها مرة أخرى وتتحسن بشكل ملحوظ بعد فترة.
في نفس السياق، قال المتخصص في الهندسة الوراثية وصناعة اللقاحات د. إبراهيم بن دله:
"إن فيروس كورونا والإصابة به مازال محل غموض كبير بالنسبة للأطباء والباحثين والمتخصصين، فهناك دراسات أثبتت أن المناعة قد تستمر لمدة ثلاثة أشهر بعد الإصابة وهناك أبحاث ودراسات أخرى في المملكة المتحدة توصلت إلى وجود مناعة قد تستمر إلى خمسة أشهر، ولكن تزيد أو تنقص حسب مقاومة جسم الإنسان فبرغم من بساطة وتعافي بعض الناس إلا أن هناك شكل شديد وشرس من الفيروس قد يؤدي إلى الوفاة بشكل كبير، فـ"كوفيد- 19" لا يضرب الجهاز التنفسي فقط بل يضرب الجهاز المناعي لجسم الإنسان كأنه صاروخ حربي لديه أربع أو خمس رؤوس، فيضرب الجهاز التنفسي والقلب والجهاز الهضمي والجهاز البولي عن طريق الكلى، لذلك إختلال الجهاز المناعي عند الإنسان وعدم وضوح الرؤية في طول المدة التي يمكن أن تسجل فترة الحماية بعد الإصابة غير محددة إلى حدٍ ما، فهناك دراسات تقول إن 90% من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا قد تتولد لديهم مناعة من متوسطة إلى عالية تحميهم من الإصابة المتكررة مرةً أخرى وهناك دراسات أخرى تؤكد ذلك".
وتابع قوله إن "هذا الفيروس لم تكن لديه حقيقة علمية ثابتة يستطيع الأطباء من خلالها التأكيد بعدم الإصابة مرةً أخرى أو تكوين مناعة قد تصل إلى خمسة أو عشرة أشهر، فالاستجابة المناعية قد تختلف من شخصٍ لآخر".
إعداد وتقديم: نوران عطاالله