بعد كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري في أي منطقة من المناطق التي تدور فيها المعارك والمواجهات مع تنظيم "داعش"، تقوم الولايات المتحدة بتوجيه الأنظار إلى منطقة جديدة، إما بخلق حدث معين أو توجيه المجموعات المسلحة إلى هدف جديد تتوخى من خلاله تشتيت عمليات الجيش السوري وخططته الاستراتيجية، في محاولة منها لإظهار وجودها على الساحة كقوة تحارب الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى تحاول إظهار الجيش العربي السوري وكأنه غير قادر على المواجهة مع "داعش"، وإنما هي من تقدم المساعدة له في هذه المنطقة أو تلك، وهنا نقصد الولايات المتحدة ومن معها من دول التحالف.
وآخر ما حاولت الولايات المتحدة لفت الأنظار إليه هو قيام مجموعة خاصة من الكوماندوز الأمريكي بتنفيذ عملية نوعية في شرق البلاد في مدينة دير الزور، حيث اغتالت أحد أهم القادة في تنظيم "داعش"، وهو أبو سياف الملقب بوزير النفط، واعتقال زوجته وإيداعها سجنا عسكريا في العراق، ليخرج وزير الدفاع الأمريكي بشخصه ويعلن عن نجاح هذه العملية والقضاء على هذا الرجل الخطر، وبالمقابل يكون الجيش العربي السوري قد تخلص من هذا الرجل الذي لا تعتبره سوريا سوى إرهابي من بين الإرهابيين الذين تقاتلهم على أرضها، وأنه لا يشكل أي حدث عظيم بالنسبة لها، وإنما تأتي تصفيته ضمن استراتيجية ملاحقة القادة الإرهابيين الخطيرين في التنظيم، والفارق هنا أن الجيش العربي السوري وعلى شاشة الإعلام السوري الرسمي كان قد أعلن مسبقاً عن مقتل هذا الرجل بعملية خاصة للجيش العربي السوري في دير الزور.
إذاً لماذا تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التضليل بهذا الشكل؟ وهل بالفعل تتوقع أنها يمكن أن تحصل على شيء من ذلك، أو أنه، كما جاء على لسان ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن، الذي أكد أن هذا الخبر عار عن الصحة، واستغرب من التهويل الكبير والتصريحات الواسعة بخصوص هذا الرجل! مؤكداً أن الفرضية الأكثر دقة هو أن يكون هذا الرجل الذي يسرق النفط ويهرّبه سواء من العراق أو سوريا لصالح دول الحلف قد أخلّ بعمله أو انتهت مهمته، لذا حاولت، في الوقت المناسب كما تظن، التخلص منه ولو إعلاميا، وبالتالي الظهور بمظر القوة التي تحارب الإرهاب.
ضمن هذا المحور، وضمن محاور أخرى، نلقي من خلالها الضوء على استراتيجية الجيش العربي السوري والمقاومة في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية، وبالمقابل الاستراتيجية التي تتبعها دول التحالف لدعم هذه التنظيمات من وراء الستار الشفاف أصلا، كان لنا الحوار التالي مع الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم