يبدو أن خطر مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام لم يعد أمرا يمكن التساهل معه، وتحديداً في سوريا والعراق، بالإضافة إلى امتداده على خط بياني مدروس ممتد من الأطراف اللبنانية مرورا بسوريا إلى العراق واليمن وليبيا ومصر، وصولا إلى السعودية التي لايخفى على أحد أنها دعمت هي وتركيا وقطر قيام ما يسمى بالدولة الإسلامية، وقدمت لها الدعم العسكري واللوجستي ونقل المقاتلين لإسقاط الدولة السورية، في الوقت الذي تقوم فيه دول التحالف المزعوم لمكافحة الإرهاب بمسرحية مكافحة الإرهاب من الجو، مع التخبط وعدم القدرة على تحقيق أي تقدم في الميدان، وإيقاف زحف "داعش" والفشل في الوصول إلى قرار من شأنه أن يسير باتجاه عملية برية، وذلك بسبب تجاهل الولايات المتحدة وفريقها الذي يرمي بالخطأ السلاح والذخائر والمساعدات لعناصر "داعش" في مناطق تواجدها.
الأمر الجديد هو التصريحات الروسية الأخيرة التي جاءت على لسان العديد من الشخصيات الرسمية، وكان آخرها تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف لقناة "روسيا 24"، متوجها إلى دول التحالف والولايات المتحدة، ومشيرا إلى عدم صوابية السياسة التي يتعاملون بها مع الإرهاب، وأنه لا يمكن لهذه الدول أن تكافح الإرهاب، وتحديدا في عملية برية في سوريا والعراق دون التنسيق مع حكومتي البلدين، وخاصة سوريا التي تأتي في الجبهة الأولى بمواجهة "داعش"، وأكد لافروف على أن روسيا سوف تعمل على زيادة التنسيق مع الدول العربية ودعمها لمواجهة الارهابيين.
هنا يتبادر إلى الذهن الكثير من الاستفسارات عن جدية الموقف الروسي في الدخول مباشرة في المواجهة مع "داعش" والتماسها الخطر المحدق والذي بات يهدد العالم كله؟ وإلى أي مدى يمكن أن تسير الولايات المتحدة وروسيا في خطين متوازيين لمواجهة "داعش"؟ وهل حان الوقت لوضع اليد باليد بين روسيا والولايات المتحدة لإيقاف خطر هذا الشر الذي خرج عن السيطرة بالكامل؟
نجيب على هذه الاستفسارات وغيرها من خلال الحوار الذي أجريناه مع المحلل السياسي والخبير العسكري الإستراتيجي الدكتور سليم حربا
إعداد وتقديم نواف إبرهيم