دخلت مصر على نحو غير مفاجىء معمعة الأذى من الإرهاب، الذي عاث خراباً في المنطقة منذ بدايات ما يسمى بالربيع العربي، المرسوم مسبقا لدول المنطقة من قبل دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع بعض دول المنطقة والدول العربية، وفي مقدمتها إسرائيل وتركيا وعدد من دول الخليج. وهنا نقول على نحو غير مفاجىء، إن مصر عانت من الإرهاب والعمليات الإرهابية التي طالت مؤسسات حكومية ومدنية وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء، ولكن بشكل متقطع من فترة لأخرى مع التغيرات السياسية التي جرت على الأرض، حتى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، حيث استطاع الجيش المصري بدعم من الشعب والقوى السياسية على اختلاف مشاربها أن يشكل جبهة حدت بقدر كبير من التمدد الإرهابي داخل البلاد، ومنعته من تمزيق الجبهة الداخلية لإسقاط البلاد من الداخل على غرار ما حصل تماما في ليبيا والمحاولات الفاشلة في سوريا واليمن حتى اللحظة.
الأمر الذي يلفت النظر هنا، هو أن ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) استطاع بالفعل أن يأخذ له زاوية من الجغرافيا المصرية، وتحديدأ في سيناء، وليغافل الجيش والقوى الأمنية في ظل حالة من الاستقرار الحذر الذي أمنته الدولة، ليقوم هذا التنظيم بإعلان إمارته في سيناء، ويقوم بعدة عمليات إرهابية طالت النائب العام السابق هشام بركات، وعمليات أخرى متفرقة، انتهت مؤخرا بالعمل الإرهابي بالقرب من القنصلية الإيطالية في القاهرة، وبالتالي هنا تظهر مجموعة من التساؤلات حول هدف "داعش" لهذه المرة، وهل للموقف الإيطالي من "داعش" دور في هذا الهجوم؟ أم أن "داعش" اختصر العنوان للدول الغربية بالسفارة الإيطالية؟ هذه الدول التي هددها "داعش" سابقا لا بل ونفذ فيها عمليات إرهابية، كان آخرها في فرنسا في مصنع للغاز بمدينة ليون؟
وعلى الصعيد الداخلي المصري، إلى أي حد هي جهوزية الجبهة الداخلية المصرية لمواجهة مثل هذا الخطر الذي لم يعد له حدوداً جغرافية أو انسانية ولا حتى دينية أو أخلاقية؟ وإنما يطبق فتاوى، لم يسمع عنها معتنقو الدين الإسلامي في أي زمن من الأزمان، من القتل والتدمير للبشر والشجر والحجر أينما حل؟ والسؤال الأهم هنا ما هي التداعيات المنتظرة لظهور "داعش" على الساحة المصرية، وكيف سيتم التعامل معه قبل أن يستفحل ويأخذ قدره من الاعتداء على الدولة المصرية؟
إعداد وتقديم نواف إبراهيم